ترك برس
في خضم الاستعدادات المكثفة التي تقوم بها تركيا على الصعيد العسكري لإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تلجأ إلى أساليب جديدة لمواصلة تكتيك الإلهاء فيما يتعلق بتنفيذ تعهداتها لسحب ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور.
وذكرت تقارير صحيفة أن القوات الأمريكية كثفت خلال الفترة الأخيرة من تحركاتها في المناطق الحدودية السورية التركية، وذلك على خلفية أنباء عن تعثر المحادثات الأخيرة بين أنقرة وواشنطن، بشأن المنطقة الآمنة.
وقالت صحيفة "عربي21"، إنه بالتزامن مع الحشد العسكري على الجانب التركي من الحدود، فإن "الاستنفار الأمريكي يحمل رسائل واضحة لأنقرة، وهو ما بدا واضحا من خلال تسيير دورية في مدينة رأس العين بريف الحسكة، الأحد".
وبحسب الصحيفة، قال مدير شبكة "الخابور"، إبراهيم الحبش، لـ"عربي21"، إن الدورية الأمريكية، المؤلفة من أربع سيارات، تجولت في المناطق التي تشهد تحصينات من جانب "الوحدات الكردية" (YPG)، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأضاف الحبش أن الجولة ركزت على منطقة "حارة العبرة" برأس العين، التي حولتها الوحدات إلى منطقة عسكرية، بعد أن استولت على منازل المدنيين، ومن ثم توجهت إلى قرية العدوانية غربي رأس العين، التي تم إنشاء نقطة مراقبة فيها، قبل أيام، من قبل التحالف بقيادة واشنطن.
وحول الهدف من هذه التحركات، قال الحبش إن "المنطقة الحدودية الممتدة من مدينة رأس العين بالحسكة إلى مدينة تل أبيض بالرقة، تشهد حالات فرار جماعي من عناصر قسد، وتحديدا من المجندين العرب قسرا، باتجاه الأراضي التركية، نظرا لأن المنطقة تضم معابر سرية عدة".
وتابع: "من الواضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع الانشقاقات في صفوف حليفتها قسد، لأن تأثيرها سيكون مضاعفا في حال استمرار التصعيد، وزيادة منسوبه، وصولا إلى قيام تركيا بتحرك عسكري منفرد انطلاقا من هذه المناطق".
في السياق، تداولت مواقع محلية تسريبات غير مؤكدة حول عرض أمريكي لـ"قسد"، يتضمن نشر قوات عربية في "المنطقة الأمنية" التي تعتزم واشنطن إقامتها في شرق الفرات.
وبحسب صحيفة "جسر"، فإن "قسد" وافقت على المقترح الذي تقدم به قائد المنطقة الوسطى للقيادة المركزية في الجيش الأمريكي، كينيث ماكينزي، الذي يتضمن نشر قوات سعودية ومصرية في شمال سوريا.
وفي تعليقه على ما سبق، وصف إبراهيم الحبش المقترح الأمريكي بـ"الحيلة الجديدة".
وقال: "كما صنعت واشنطن قسد للتمويه على حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا، تحاول الآن حماية هذه القوات من خلال الحديث عن وجود عربي في مناطق سيطرتها، لتصعيب المهمة على تركيا".
بدوره، قال الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، إن "واشنطن تصر على إطلاق صفة منطقة أمنية خالية من السلاح الثقيل، على طول الشريط الحدودي، غير أن أنقرة تريدها منطقة آمنة، تمهيدا لإعادة قسم كبير من اللاجئين إليها".
وتابع بأن "مكمن الخلاف هو في أن الولايات المتحدة تريد إبقاء دور لقسد في إدارة هذه المنطقة أيا كان مسماها، بينما تصر تركيا على إبعاد القوات الكردية عنها، وتسليم إدارتها إلى مجالس محلية".
ووفق السعيد، فإن "الحديث عن وصول قوات عربية من دول معروفة بعدائها السياسي لتركيا، لا يساعد على إنهاء الخلاف مع أنقرة، بقدر ما يجعل الموقف متأزما أكثر".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد شدد الجمعة على أن بلاده مصممة على "تدمير الممر الإرهابي شرق الفرات" في سوريا.
وحول المحادثات مع الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة، أكد الرئيس التركي أن بلاده مصممة، مهما كانت نتائجها، على تدمير "الممر الإرهابي" في شرق الفرات، "وسنفعل ما يلزم، ولا نحتاج لإذن من أي أحد".
وأشار إلى أن "الإرهابيين الذين يمارسون البلطجة (الوحدات الكردية)، بالاعتماد على دول أجنبية، سيدفنون تحت التراب"، وتابع بأن بلاده تبحث عن إيجاد حل دائم لمسألة الإرهاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!