ترك برس
تمضي تركيا بثباتٍ في طريقها للحصول على حصة أكبر من سوق الزفاف الهندي البالغ حجمه 50 مليار دولار، حيث اختار المزيد من الأزواج الهنود عقد زفافهم في المنتجعات التركية.
وقد تمكّنت تركيا هذا العام لأول مرة من استضافة نحو 20 من حفلات الزفاف الهندية الفخمة، ليرتفع بعد أن كان 13 حفلًا في العام الماضي. وتبدأ كلفة هذه الحفلات من نصف مليون يورو وتصل إلى خمسة وعشرة وعشرين مليون وأكثر من ذلك في بعض الحالات.
وتحتل الهند، التي تعد واحدة من دولتين في العالم يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، المرتبة الثانية في المناسبات الجماعية بعد الولايات المتحدة وهي الأولى في سياحة حفلات الزفاف.
يقول بُنيات أوزباك، الشريك الإداري في شركة "إينفنتوم غلوبال"، أحد أبرز المنظمين للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض الخاصة بحفلات الزفاف الهندية في تركيا: "هذه البداية. قد حطّمت هذه الأعراس رقمًا قياسيًّا في تاريخ تركيا".
وتستضيف مدينة أنطاليا التي تضم أشهر منتجعات العطلات في منطقة البحر المتوسط، أكبر عدد من هذه الأعراس بين مدن تركيا. وقد اعتادت المنطقة على استضافة ملايين السياح كل عام، وأصبحت في السنوات الأخيرة نقطة جذب لحفلات الزفاف الهندية المليئة بالألوان.
تستمر الزفاف الهندية الفخمة عادةً لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ بمشاركة الآلاف من الأشخاص الذين يأتون بشكل عام إلى المنتجع الذي يقام فيه الزفاف على متن طائرات خاصة، تسهم بشكلٍ كبيرٍ في تحريك السياحة في المدينة.
علاوةً على ذلك، تسارع الحكومة والقطاع الخاص في جهودهم تشجيع وجذب عدد أكبر من حفلات الزفاف الهندية إلى تركيا. ويقول أوزباك إن عام 2019 كان عامًا واعدًا للغاية فيما يتعلّق بحفلات الزفاف الهندية، ممّا يشير إلى الاهتمام المتزايد لدى الهنود بتركيا.
ويشير أوزباك إلى أن أنطاليا هي الوجهة الأكثر تفضيلًا في تركيا لحفلات الزفاف، تليها مدينة المنتجعات الشهيرة بودروم، وكابادوكيا التي تُعدُّ واحدةً من أفضل الوجهات السياحية في البلاد.
ويضيف أن موسم انخفاض الحركة في أنطاليا يقع بين تشرين الثاني/ نوفمبر وآذار/ مارس، وأن أصحاب حفلات الزفاف يفضّلون هذه الأوقات بسبب الطقس البارد، مشدّدًا على أن حفلات الزفاف الهندية توفر فرصة رائعة لتركيا.
كما يؤكّد على أن حفلات الزفاف ضرورية لنشر الأنشطة السياحية على مدار العام بأكمله. ويضيف: "لأول مرة في البلاد، قمنا بتنظيم نحو 20 حفل زفاف هندي. كان لدينا ما مجموعه 13 حفل زفاف في العام الماضي، وهذا العام هناك زيادة كبيرة. إنه لمن دواعي السرور أن يكون لدينا رقم قياسي هذا العام".
عادة ما يفضّل الهنود دولًا مثل تايلاند وماليزيا وسنغافورة لحفلات الزفاف في الخارج، وفقًا لأوزباك الذي أضاف: "إذا روّجنا لأنفسنا جيدًا، فسنتحدث عن 300 أو 500 أو حتى ألف حفل زفاف، وليس فقط 20 أو 30. إننا لا نحصل إلا على حصة صغيرة من كعكة حفلات الزفاف الآن".
ويضيف قائلًا: "ما يقرب من 10 آلاف حفلة زفاف تعقد خارج الهند. الكعكة ضخمة، وإن حجم حفلات الزفاف الهندية ضخم. الميزانيات مرتفعة للغاية. بعض العائلات تنفق من نصف مليون إلى 5 ملايين يورو و70 مليون يورو وحتى 100 مليون يورو على حفل الزفاف الواحد. لا يوجد حدٌّ للميزانية التي قد ينفقها أثرياء الهند على حفلات زفافهم. البنية التحتية السياحية في تركيا قوية للغاية. نحتاج إلى الحصول على حصة أكبر من حفلات الزفاف الهندية".
وفي هذا الصدد، أحرزت تركيا تقدّمًا كبيرًا خلال العامين الماضيين من خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للهند وجهود شركات السياحة المحلية. ومع ذلك، فإن عملية طلب التأشيرة بين الهند وتركيا تعد أكبر عقبة.
يقول أوزباك إن التأشيرات هي المعيار الأول لاختيار البلد في مثل هذه الأعراس أو الملتقيات الاجتماعية المختلفة. لا توجد شروطٌ للتأشيرات لحفلات الزفاف الهندية في دولٍ مثل تايلاند ودبي. بل إن بعض الدول تمنح ما بين 20 إلى 50 يورو لكل شخص يحضر الحفل لتشجيع حفلات الزفاف الهندية. عندما يتمّ التعامل مع السياح الهنود بمرونة، يمكن عقد حفلات زفاف أكبر وأكبر في وقت قصير".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!