د. محمد نور حمدان - خاص ترك برس
قبيل سقوط حلب منذ أربع سنوات تقريبا كان الكثير من شرفاء المعارضة ينادي بوجوب تحقيق إصلاح حقيقي لأجسام المعارضة بأنواعها بوجوب إصلاح الجسم السياسي للمعارضة المتمثل في الائتلاف والذي اتسم بالتصلب وعدم قدرته على التعبير عن آمال الثوار وآلامهم والدفاع عن الثورة السورية في المحافل الدولية وإصلاح الجسم العسكري للثورة والمتمثل بالفصائل المتفرقة المرتهن قرارها وعدم اعترافها بأي جسم سياسي للثورة وإصلاح منظمات المجتمع المدني والتي ابتعدت عن الثورة ومشاكلها حتى تحقق صفة الحيادية المطلوبة من الأمم المتحدة.
لن أتحدث عن الاتفاقيات السياسية والمؤتمرات المنعقدة لأننا جازمون أننا كسوريين ليس لنا رأي فيها وإنما مجرد حضور ولكن سأشير للموقف التركي بشكل سريع وهو أن تركيا دولة ذات سيادة عندها مصلحة أمنها القومي في الدرجة الأولى وقد تقاطعت مصالح المعارضة مع مصالحها في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون وقد فاوضت من أجل تاخير سقوط إدلب وقد جزمنا في فترة من الفترات أن تركيا لو لم تتدخل لكان النظام المجرم قد أخذ معبر السلامة ومعبر باب الهوى منذ سنتين.
ولنعد إلى حديثنا عن الثورة بعيدا عن الاتفاقيات بين الدول والسؤال المطروح هو بعد أربع أو خمس سنوات من المطالبة بوجوب مراجعات حقيقية لأجسام المعارضة ماذا تغير وماذا أنجزنا هل تحقق شيئا من الإصلاح المطلوب ولو بنسبة خمسة بالمائة أم ازدادت مشاكلنا وتعقدت أكثر فأكثر منذ سقوط مدينة حلب ما الذي تغير فينا وقبيل كل سقوط لمدينة تحشد المعنويات وتشحذ الهمم وترفع معنويات المقاتلين ثم بعد ذلك يكون السقوط المدوي لاشك بأننا برعنا على مستوى شحذ الهمم والمعنويات لكن لم نتغير على مستوى الأدوات والوسائل في إدلب كل من يراقب ويتابع كان يعرف أن تحرير الشام لن تسمح له أي دولة بالاستمرار والدول مستعدة للدخول في تحالف مجتمعة من أجل إنهائه واستطاعت تركيا أن تؤجل العملية بضمانات إنهائه لكن هل تغير أسلوب تحرير الشام في إدلب.
في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون لا تزال الفصائل متفرقة ولم تستطع أن تحقق الأمن والأمان للأهالي ولم تستطع أن تحقق حالة من الانسجام بينها وبين الناس.
كنا نتمنى مع سقوط كل منطقة أن يخرج قائد فصيل عسكري واحد أو يخرج رئيس ائتلاف ويقول أنا اتحمل المسؤولية ويعلن اعتزاله ولكن مع كل سقوط نحمل الدول وتركيا مسؤولية السقوط وكأننا نحن بريئين مظلومين لا نتحمل أية مسؤولية ونتاجر بقضية المظلومية وبدماء المدنيين التي تتدفق وببطولات المجاهدين وبعذابات النازحين.
على المستوى السياسي لم ننجح في التوافق على شخصية سياسية لن أقول جيدة بل أقول شخصية أقل سوءا تعبر وتدافع عن حقوقنا بل أسقطنا جميع الشخصيات السياسية والوطنية بحجج كثيرة حتى صدق القول علينا أنه لو جاء عمر بن الخطاب لما قبلناه ممثلا عنا بالرغم من أن التوافق على شخصية ترأس المعارضة يعتبر من الفروض الكفائية عندنا كمسلمين فلو كنا ثلاثة يجب أن نؤمّر واحدا فما بالنا نتحدث عن معارضة سورية وأراضي محررة...
إن الثوار الشرفاء يتوجب عليهم اليوم عقد مؤتمر مصغر يضم الشخصيات الوطنية بعيدا عن تلك الشخصيات التي تصدرت المشهد منذ سنوات حتى اليوم ولتأخذ تلك الشخصيات إجازة سنوية وتدعم هذا المؤتمر واختيار هيئة سياسية ورئيس للهيئة السياسية يمثل المعارضة بأجسامها ويمثل تطلعات المهجرين المعذبين وآلامهم في الداخل والخارج ويحاول الدفاع عن مصالح الثورة السورية أمام الدول فالسياسة اليوم هي مصالح فقط أو يجنب المعارضة المفاسد والأضرار فهل يا ترى يتحقق هذا اليوم ونجد أنفسنا موحدين بقرار واحد وبرأي واحد وبتمثيل موحد أم أننا سنبقى نعاني سنوات وسنوات حتى تسقط مناطق جديدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس