سهيل المصطفى - خاص ترك برس
لم تكن ثورة أهل السنة في سورية من 1979 حتى 1982 بذاك الاتساع والامتداد الجغرافي الذي يُعوّل عليه، بل اقتصرت على محافظة حماة و أجزاء من محافظات أخرى بوتيرة أقل كمحافظات حلب وإدلب ودمشق وديرالزور، واختلف التفاعل معها من محافظة لأخرى بطرق متعددة (مواجهات مسلحة، كمائن، تفخيخ) أو بطرق سلمية (إضرابات، مظاهرات على نطاق ضيق).
ولم تكن بمعزل عن بعض التدخلات الإقليمية التي ساندت (الثورة الصغيرة) ولو بنطاق ضيق سواء بإيواء الثوار وتدريبهم وتسليحهم وحتى بدعمهم إعلامياً، على الرغم من التقوقع الإعلامي والخطاب الخشبي اللذين كانا سائدين آنذاك.
أو سواء بدعم النظام من الدول العربية (باستثناء العراق والأردن) والصديقة التي ساهمت بالتعتيم الإعلامي على مجازر النظام و دعمه عسكرياً واقتصادياً كـالاتحاد السوفييتي ودول عربية كان مسؤولوها على علاقته متينة مع المجرم "رفعت الأسد"!!
وكان أحد مسؤولي هذه الدول ولي عهد، وكان في زيارات دائمة وأسبوعية لسورية، ولا يمر (يوم خميس) إلا وهو ونائب الرئيس السوري "رفعت الأسد" مجتمعان في سهرة حمراء، تنتهي بحمل ولي العهد على الأكتاف فاقداً للوعي لإفراطه في السُكر و مقارعة النساء (حسبما روى لي أحد أفراد سرايا الدفاع) والذي كان يعمل في الحرس الخاص للمجرم "رفعت أسد".
ولن أستفيض أكثر في هذه النقطة حتى لا أخرج عن موضوعي الأساسي.
ما أريد قوله هو أن ما حدث في ثورة أهل السنة في سورية من مجازر، لا يُشكّل كنسبة مئوية (5%) على سبيل الافتراض مما حدث في ثورة أهل السنة في سورية التي اندلعت عام 2011 والمستمرة حتى اللحظة، ولن أدخل في حوار الطرشان في الإجابة عن سؤال (هل انتهت الثورة أم ما زالت مستمرة) و لهذا السؤال مقام آخر ليس هذا مكانه.
تلك الثورة الثمانينية في القرن الماضي و آلامها و جروحها، كانت جمراً تحت الرماد، أشعلت ثورة استمرت لسنين سبع ولما تنتهي، وامتدت واتسعت في كل الجغرافية السورية، وتفوقت على أمها وأبيها و خلّفت ما يقارب المليون شهيد ومثلهم من المفقودين والمُصابين والمعاقين، فضلاً عن أيتام وأرامل وأكثر من عشرة ملايين لاجئ في دول العالم، وخمسة ملايين أو يزيد نازحين عن ديارهم داخل سورية، وأجيال نشأت في مخيمات القهر و الحرمان و عايشت تمنن الشقيق والصديق، واحتقار العنصريين والنازيين الجدد، هذا الثورة لم ولن تنتهي، ولن تمر بمرحلة انقطاع طويلة كثورة الثمانينيات، بل ستؤتي أُكلها (بإذن الله) عقائدياً وسياسياً وربما جغرافياً، ولن ينتصر النظام و حلفاؤه، وسيتبع هذا الجزر مدّاً يجرف كل شائبة طفت على سطح الثورة (سهواً) أو (تآمراً)، ومن يعرف ويتذكر (ضفادع) الثمانينات، حجم أهل السنة الرماديين الذين ساندوا النظام آنذاك، وحملات الاعتقال والتضييق التي سادت بعد سيطرة النظام على مناطق الثورة في الثمانينيات، سيُدرك اليوم أن ثورة القرن الحادي والعشرين ستبقى وتُغير بإذن الله.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس