ربيع الحافظ - خاص ترك برس
معركة ملاذكرد في 463 هجرية 26/8/1071 ميلادية منعطف أعاد توجيه مسار التاريخ في المشرق العربي والإسلامي.
كان انتصار السلاجقة على دولة الروم وسيطرتهم على أجزاء كبيرة من الأناضول نقطة فاصلة جعلت الحدود الشمالية (للوطن العربي) حدودا داخلية ضمن رقعة الحضارة الإسلامية.
في عام 2003 منعت هذه الحدود عبور الجيش الامريكي وغزو العراق ومثلت عاملاً في نظرية الأمن الإقليمي العربي.
اتسمت الحقبة السلجوقية بدعم العلم والأدب وتشجيع العلماء وتتوجت بإنشاء المدارس النظامية التي من بينها المدرسة المستنصرية في بغداد.
مثلت المدارس النظامية ولادة منظمات المجتمع المدني NGO في أولى صوره في تاريخ البشرية كما مثلت عملية الاحياء الاجتماعي في المنطقة بعد غارة فارسية ارهقتها تجاوزت قرنا من الزمن عطلت الحياة المدنية فيها. كانت بغداد مستباحة كما هي اليوم
أوجدت هذه الحقبة في المشرق العربي والإسلامي كيانا سياسيا وأمنيا واجتماعيا إقليميا حرر بغداد من الاحتلال الفارسي البويهي ومكنه من الصمود بوجه الغارات المزدوجة الفارسية من جهة الشرق والصليبية من الغرب.
بالأمس حلت ذكرى معركة ملاذكرد لكن الاحتفال بها على الرغم من دلالاتها العميقة كان مقتصرا على تركيا.
الثقافات القومية أو المحلية التي جعلت من هذا الاحتفال شأنا تركيا هي عامل رئيسي في تقويض أمن وهوية المشرق العربي والإسلامي.
المدن العربية المدمرة المتاخمة للحدود مع تركيا معنية بشكل أكبر بمراجعة مفاهيم العلاقات العربية التركية التي كتبت بعد حرب انهيار النظام الإقليمي في الشرق (الحرب العالمية الأولى) بأقلام غير أمينة على أمن هذه المنطقة.
هذه المراجعة تفسح الطريق أمام إحياء مفهوم الأمن الإقليمي بين المجتمعات التي على جانبي الحدود العربية التركية ابتداء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس