كاياهان أويغور - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
بدأت الإعدامات في مصر. وهناك المئات منها تنتظر التنفيذ. ولا تحرك الديمقراطيات الأمريكية والأوربية المزيفة ساكنا حيال ذلك . أما مؤيدوهم في تركيا فهم لا يكتفون بالامتناع عن انتقاد مصر, بل إنهم يؤيدون هذه الإعدامات لدرجة أنهم لا يشعرون بحاجة لإخفاء سرورهم بها. ويقوم بعضهم بتهديد منافسيهم السياسيين بالإعدام لأنهم يعرفون أنهم لن يكسبوا الانتخابات أبداً. ويهددون غيرهم بالمحاكمة عبر شاشات التلفاز. والشيء الذي يعتمدون عليه واضح, ويلمحون إليه أحياناً , أملهم الوحيد هو السلاح والنقود والضغط الذي يأملونه من الولايات المتحدة وأوربا.
في الفترة الأخيرة قامت ثورات برتقالية في ثلاث دول مهمة تقع على خط مساحته 3 آلاف كم باتجاه الشمال والجنوب. وتككلت اثنتان منهما بالنجاح وفشلت الثالثة. بدأت الثورة البرتقالية في أوكرانيا من كييف واليوم تتابع أحداثها بعد أن أصبحت البلد مقسمة ويغلب عليها مشاهد الدمار والحرائق. وبدأت الثورة البرتقالية في مصر من ميدان التحرير في القاهرة, وتم تعيين السيسي كرئيس, وقد تم اتباع معاملة فاشية وإرهابية ووحشية لم يُر لها مثيل. أما الثورة البرتقالية التي بدأت في ساحة التقسيم مع أحداث غيزي فإنها باءت بالفشل بفضل احتكام الشعب إلى العقل السليم. ولم تهنأ الولايات المتحدة وأوربا والتابعين لهم بتلك الأحداث.
لو أن أحداث غيزي قد نجحت لكانت الإعدامات الجارية الآن في مصر تجري في تركيا. وقد كانوا يصرحون بنيتهم هذه بلا أدنى حد من الحياء. واليوم يستفيدون من حرية التعبير الموجودة في بلدنا ويتحدثون ويتحركون ويؤلفون الافتراءات وأحياناً يحاولون أن يظهروا على حق فيقولون افهمونا.
وقد فهم الذين يعملون عقولهم ولو قليلاً بعد أن رأوا الأحداث التي جرت في أوكرانيا ومصر أن أحداث غيزي قد ألقت بلدنا وديموقراطيتنا إلى أخطار مميتة.
وتشهد الفترة الأخيرة مرة أخرى حركة من مؤيدي أحداث غيزي. حيث يثير ظلم وبربريته السيسي الذي أتى به الغرب إلى الحكم شهوتهم للحكم. وأحد أسباب هذه السعادة العابرة التي يشعرون بها هو إلقاء الأسد في سورية القنابل فوق شعبه, ومسارعة الولايات المتحدة وإيران لمساعدته. وبطبيعة الحال فإن الكثير من مناصري غيزي اليساريين يشاركون من خلال جبهة أنقاذ اسكندرون من تركيا بالمجازر المرتكبة ضد التركمان في سورية.
ويجب تنبيه الذين يناصرون السيسي والأسد بأن لا يكونوا عجولين جداً في إبداء فرحهم. ليس لأن ذلك الظلم سيتكرر, بل لأن الذين يفرحون اليوم بالسيناريوهات الأمريكية لم يروا تتمة الفلم بعد. ويعد فهم الخطط الخفية الموجودة في هذه اللعبة مفتاحاً لفهم الوضع في الشرق الأوسط.
يجتهد بعض المحللين والمعلقين في تركيا عندما يقيّمون الوضع في الشرق الأوسط ويعلقون على دعم بعض الأطراف الغربية لأطراف في المنطقة. ويظنون أن القوى العالمية تسعى لتثبيت بعض الأنظمة لكي تضمن استمرار هيمنتها. كلهم على خطأ. فالغرب يتبع سياسة عدوانية ضد كل القوى في العالم الإسلامي, ويخرب البلدان الواحد تلو الآخر. فالولايات المتحدة تتبع سياسة عدوانية ضد الغرب اليوم وغداً سيأتي الدور على الشيعة. اليوم تدعم أنظمة مدنية وغداً تحرض الجيش ضد المدنيين. تقتل المسلمين اليوم وغداً يأتي الدور على المفتونين بالغرب من الشباب. وقد يستغرب البعض مدى تقارب الولايات المتحدة الكبير مع ملالي إيران بعد أن كانت تفعل ما بوسعها لكي تمنع دول المنطقة من إنشاء علاقات معها. ولكن من السهل فهم هذا الوضع على الذين استوعبوا سياسة الغرب التي يتبعها منذ 70 عاماً ويوغل فيها مع مرور الزمن والتي تعتمد على التقسيم والتخريب ومن ثم القضاء نهائياً على الطرف الآخر.
هل يجب إطلاق وصف خائن على الذين يحاولون أن يجرّوا بلدنا إلى الدوامة التي انجرت إليها دول الجوار في الوقت الذي تشكل فيه تركيا جزيرة الاستقرار الوحيدة في المنطقة بعد الخراب الذي حل بدول الجوار؟ ربما يكون فيهم الخونة. ولكن أفعالهم جنون وانتحار بكل معنى الكلمة, وهو دفع لمستقبلهم ومستقبل عوائلهم إلى التهلكة. على العموم لن ينجحوا ولكن هل يدركون في حال نجاحهم أنهم سينهون كل شيء؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس