ترك برس
تباينت آراء الخبراء والمحللين حول مصير محافظة "إدلب" السورية عقب القمة التي انعقدت في العاصمة التركية أنقرة بين زعماء تركيا وروسيا وإيران، وسط تشكيك في التفاهمات.
عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، عبد المجيد بركات، رأى أن تصريحات الرؤساء التركي والروسي والإيراني التي أعقبت القمة، "عكست خلافا عميقا حول إدلب، وملفات أخرى".
وأضاف أنه باستثناء التوافق على أهمية الإعلان عن تشكيل "اللجنة الدستورية"، التي لا زالت تعاني من وجود الكثير من العوائق الإقليمية والدولية، "لم تخرج القمة بأي توافق جديد".
في السياق، نقلت صحيفة "عربي21"، عن "مصدر مطلع"، قوله إن روسيا لا تدعم تمكين "الحكومة المؤقتة" في إدلب.
واعتبر المصدر، وفق الصحيفة، أنه "ليس من مصلحة الروس، دخول الحكومة المؤقتة إلى إدلب، لأن ذلك سيعطي المدينة صبغة مدنية بعيدة عن سيطرة التنظيمات المتشددة، وهو الأمر الذي سيسحب الذرائع الروسية بضرب إدلب".
وأشار المصدر، إلى استخدام روسيا والصين حق النقض ضد مشروع القرار الذي ينص على وقف لجميع الأعمال العدائية بمحافظة إدلب، تحت ذريعة أن من شأن القرار إنقاذ "الإرهابيين" في إدلب.
وتساءل المصدر، "كيف ستوافق روسيا على سحب حجة هجومها الدائم على إدلب"؟، وذلك في إشارة إلى عدم دقة الحديث عن خروج قمة أنقرة بتفاهمات جديدة حول إدلب.
وفي وقت سابق كشف القيادي المعارض، مصطفى سيجري، عن توصل الأطراف الثلاثة (التركية، الروسية، الإيرانية) إلى تفاهم جديد، ينص على تشكيل منطقة عازلة، وتسيير دوريات تركية روسية مشتركة، وإبعاد الشخصيات المصنفة على قوائم "الإرهاب"، فضلا عن دخول "الحكومة المؤقتة" التابعة للائتلاف إلى إدلب، غير أن تأكيدا رسميا لم يصدر من الأطراف الضامنة لمسار "أستانا".
وفي تعقيبه على هذه التسريبات، رد بركات بقوله "إلى الآن لم تُثبت نقاط النفوذ العسكري بين المعارضة والنظام"، مردفا: "الأنباء هذه هي أمنيات من قبل البعض".
ومدللا على ذلك، أشار إلى استعدادات الفصائل العسكرية في إدلب لصد عمل عسكري متوقع من جانب النظام، خلال الفترة القادمة.
وأكد أن "تركيا أوصلت رسائل إلى الفصائل حول أهمية الاستعداد لجولة قادمة، ربما تكون الأعنف، وقد يتبعها اتفاق جديد على تشكيل منطقة عازلة في حال أبدت الفصائل صمودا قويا".
واستدرك بركات، لكن في حال بقي المجتمع الدولي متفرجا، ولم تبد الفصائل مقاومة، فإن المنطقة العازلة لن تكون لصالح المعارضة، وستؤدي إلى مزيد من خسارة المناطق لصالح النظام.
بدوره، لم يستبعد عضو "هيئة التفاوض" الدكتور إبراهيم جباوي، أن تقدم روسيا على زيادة الضغط لتشكيل منطقة عازلة على جانبي الطريق الدولي حماة- حلب (M5)، الأمر الذي من شأنه خسارة هذه المناطق لصالح النظام الذي لن يلتزم بأي اتفاق، كما هو الحال في درعا.
وقال جباوي إن "التعويل اليوم على الموقف التركي الذي يمنع اجتياح إدلب، ويكبح الرغبة الروسية في السيطرة على كل إدلب"، مضيفا "هناك خشية من أن يتم إبرام مثل هذه التوافقات، لأن روسيا لن تلتزم بها يوما".
وشدد البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية التركية الإيرانية الروسية، على سيادة سوريا، واستقلالها، ووحدتها، وسلامة أراضيها، إلى جانب تشديده على الالتزام القوي بمبادئ الأمم المتحدة.
جاء ذلك في نص بيان القمة الثلاثية حول سوريا التي انعقدت، الإثنين، بالعاصمة التركية أنقرة، بمشاركة رؤساء تركيا، رجب طيب أردوغان، وإيران، حسن روحاني، وروسيا، فلاديمير بوتين. وفق وكالة الأناضول التركية.
وأوضح البيان أن القمة تناولت الوضع الراهن في سوريا، وراجعت التطورات التي حدثت عقب الاجتماعات الأخيرة التي انعقدت بمدينة "سوتشي" الروسية، يوم 14 فبراير/شباط 2019، مشيرًا إلى أن الأطراف الثلاثة جددت عزمها على تعزيز التنسيق وفقًا للاتفاقيات المبرمة بينهم.
وشدد الزعماء الثلاثة على "سيادة سوريا، واستقلالها، ووحدتها، وسلامة أراضيها، إلى جانب تشديدهم على الالتزام القوي بمبادئ الأمم المتحدة"، بحسب البيان الذي أكد "ضرورة احترام هذه المبادئ على المستوى العالمي وأنه يجب ألا يخل أي إجراء بهذه المبادئ، بصرف النظر عمن يقوم بتنفيذها".
ولفت البيان في ذات الإطار إلى "ضرورة احترام القرارات المعترف بها دولياً، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497، وأحكام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي ترفض احتلال الجولان السوري(من قبل اسرائيل)".
وأوضح أنه تمت "إدانة قرار الإدارة الأمريكية الخاص بهضبة الجولان السورية المحتلة، والذي يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ويهدد السلام والأمن الإقليميين".
كما أوضح البيان أن الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد سوريا تزعزع الاستقرار، وتنتهك سيادة ذلك البلد، وسلامة أراضيه، فضلا عن تأجيج التوترات بالمنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!