ترك برس
ذكرت وكالة الأناضول التركية أن مجموعة من الأمهات اللواتي اختطف أبنائهن من قبل منظمة "حزب العمال الكردستاني - PKK" المحظور، يواصلن اعتصامهن منذ 20 يومًا أمام مقر "حزب الشعوب الديمقراطي - HDP" المتهم بالمشاركة في عمليات الاختطاف.
وبحسب تقرير للوكالة، تحلم الأمهات اللاتي يتلوعن شوقا على فلذات أكبادهن بلحظة لقاء أبنائهن الذين تم اختطافهم من أسرهم نحو معسكرات المنظمة الإرهابية في الجبال.
أسرة "أفونان" التي تبحث عن ابنها الوحيد "إمراه" الذي اختطفته "PKK" عام 2015، هي من بين المشاركين في الاعتصام في دياربكر التي يعيش فيها الأكراد بكثافة.
الأب بلال أفونان، قال إنه توجه إلى فرع "الشعوب الديمقراطي" في قضاء "جيزرة" بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد، في محاولة لتقصي أي أخبار عن ابنه، وأخبروه بأن الأخير تم تسليمه إلى "PKK".
وأضاف: "أنصار حزب الشعوب الديمقراطي قاموا باختطاف ولدنا، وتسليمه للمنظمة الإرهابية". وفق وكالة الأناضول.
وتؤكد أسرة "أفونان" أنها ستستمر بالاعتصام أمام فرع "الشعوب الديمقراطي" بديار بكر، لغاية قدوم ابنها.
في السياق ذاته، انتقدت بعض العائلات المعتصمة، مسؤولي "الشعوب الجمهوري" في ديار بكر؛ لعدم مبالاتهم بهم طوال أيام الاعتصام التي بلغت 20 يوما حتى الآن.
ورددت العائلات شعارات من قبيل "لا تصمت، وإلا فالدور سيأتي عليك" و"اللعنة على PKK".
وقام شهموز قايا، وهو والد أحد الأبناء المختطفين، بتعليق قطعة قماش مرسوم عليها زخارف الهلال والنجمة (في إشارة إلى العلم التركي)، على إحدى نوافذ مقر "الشعوب الجمهوري".
أما محي الدين أفونان فقال إنه يعتصم للمطالبة بإعادة أحد أبناء أقربائه من صفوف "PKK" الإرهابية.
من جهتها، قالت خديجة لفنت، إنها جاءت إلى ديار بكر قادمة من ولاية كوتاهية غربي تركيا، للمطالبة باسترداد ابنتها فاطمة التي اختُطفت قبل 4 سنوات عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاماً.
وأضافت أن ابنتها اختُطفت عندما كانت طالبة في جامعة "بتليس" شرقي البلاد، وتم ضمها إلى صفوف ""PKK"، بعد أن "غُسل دماغها من قبل الإرهابيين".
وأضافت الأم التركية أنها طرقت جميع الأبواب للحصول على أي خبر حول ابنتها، إلا أنها لم تستطيع الحصول على أي معلومة عنها منذ 4 أعوام.
وتابعت: "نحن هنا لا نمارس السياسة، بل نطالب بإعادة فلذة أكبادنا إلينا".
جدير بالذكر أن اعتصام العائلات أمام فرع حزب "الشعوب الديمقراطي" في ديار بكر، بدأ منذ 3 سبتمبر/أيلول الحالي، وهي تتهم الحزب بضلوعه في اختطاف أبنائها بهدف إلحاقهم بصفوف منظمة "PKK" الإرهابية.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الدولة التركية تقف إلى جانب تلك الأمهات، وأن الحكومة ستتابع قضيتهم.
وشدد أن القوات التركية تخوض نضالا فاعلا ضد منظمة "PKK" الإرهابية، وتلاحق فلولهم وتدمر تحصيناتهم داخل وخارج البلاد. وقال أردوغان إن الحزب المذكور إنما هو امتداد سياسي لمنظمة "PKK" في تركيا.
وأضاف أن حزب الشعوب الديمقراطي الذي يزعم الدفاع عن حقوق الأكراد، هو من يمارس كافة أشكال الأذى والظلم على الأكراد. وأشار إلى ازدياد العائلات المعتصمة أمام مبنى فرع حزب الشعوب الديمقراطي في دياربكر.
وبيّن أن شتى منظمات المجتمع المدني بدأت تتوافد إلى دياربكر للتعبير عن تأييدها لاعتصام الأمهات، المطالبات الحزب باسترجاع أبنائهن المختطفين.
قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، عمر جليك، إن "موقف الأمهات المعتصمات (أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي المعارض) في دياربكر(جنوب شرق) هو أقوى صوت يرتفع في وجه الإرهاب في العالم أجمع".
وأضاف في تصريحات صحفية أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي أفردت مساحات واسعة لأصغر حدث في تركيا تلتزم الصمت إزاء تعاطف الأمهات وموقفهن (من اختطاف أطفالهن).
وأشار إلى أن ممارسات منظمة "PKK" الإرهابية في اضطهاد وقمع وخطف أبناء المنطقة بأوقات مختلفة هي حقائق معروفة للجميع.
ولفت إلى أن الدولة التركية تكافح منذ فترة طويلة وبكل قوتها ممارسات المنظمة في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!