كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
بلغ عدد السوريين الذين تستضيفهم تركيا 3 ملايين و600 ألف. عاد حتى اليوم طوعيًّا 350 ألف سوري إلى بلادهم (بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون).
الكلفة الاقتصادية للاجئين السوريين على تركيا 40 مليار دولار، ناهيك عن ظهور بعض المشاكل الاجتماعية والسياسية بسبب اللاجئين.
لا شك أن تحمل تركيا هذا العبء الثقيل لفترة أخرى ليس بالأمر المستحيل، لكن الطريق الأصوب هو تحرير تركيا من هذا العبء عبر إيجاد حل.
الصيغة الأفضل في المرحلة الحالية هي العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم. لكن نشوء هذه الرغبة بالعودة الطوعية مرتبط تمامًا بالمعيار الأمني.
تمكن قرابة نصف مليون سوري من العودة إلى ديارهم لأن عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون وفرتا بيئة آمنة.
صيغة الحل المذكورة هي "المنطقة الآمنة" التي نتحدث عنها منذ شهور، بل منذ سنين، لكنها لم تتحقق لأنها تواجه اعتراضات من الولايات المتحدة والغرب.
وبعد أن وضعت تركيا ثقلها، توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على إنشاء منطقة آمنة بطول 100 كم (ما زال عمق المنطقة غامضًا).
تتواصل الاعتراضات الأمريكية والغربية بخصوص عمق المنطقة وماهيتها. هدف أنقرة هو تطهير مساحة على طول الحدود الجنوبية بعمق 30 - 35 كم، من الإرهاب وجعلها منطقة آمنة من أجل عودة حوالي مليوني سوري إلى بلادهم.
تريد الولايات المتحدة والبلدان الغربية المحافظة على وجود تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" في المنطقة المذكورة، ولهذا تعارض خطة أنقرة بخصوص "المنطقة الآمنة".
تحملت تركيا عبئًا كبيرًا بالحيلولة دون توجه موجة اللاجئين السوريين نحو الغرب واستضافتهم على أراضيها.
أما الغرب فهو لا يتقبل فهم المخاوف الأمنية لتركيا، ويعارض من جهة أخرى عودة اللاجئين إلى بلادهم.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن على الغرب اتخاذ قرار في هذا الخصوص، فإما أن يوطّن السوريون في مناطق آمنة ببلادهم، وإما أن تفتح تركيا أبوابها أمامهم ليرحلوا إلى أوروبا، التي ستنال نصيبها من هذه الهجرة.
هذا الحل الذي قدمه أردوغان في غاية العدالة. غير أن تركيا ستعمل من أجل عودة السوريين إلى ديارهم، وستنشئ المنطقة الآمنة بمفردها إذا اقتضى الأمر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس