ترك برس
انتقد البروفيسور برهان الدين دوران، المنسق العام لمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" دعوة المعارضة التركية إلى إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد، مشيرا إلى أن الأسد مجرد لاعب ثانوي على الساحة السورية، وأن أضرار إعادة العلاقات معه أكثر من نفعها.
وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض عقد يوم السبت الماضي مؤتمرا في إسطنبول بعنوان "سوريا.. الباب المفتوح إلى السلام"، دعا خلاله رئيس الحزب، كمال كيليتشدار أوغلو، إلى إصلاح العلاقات التركية السورية، معتبرا أن المؤتمر خطوة في هذا الإطار.
وفي مقال نشرته صحيفة ديلي صباح المقربة من الحزب الحاكم، كتب دوران أن من الجيد لصحة الديمقراطية التركية أن تسعى أحزاب المعارضة إلى تطوير أساليب بديلة للسياسة تجاه سوريا.
لكنه استدرك أن نتائج المؤتمر أظهرت أن استنتاجات حزب المعارضة الرئيسي بعيدة عن الواقع ، ناهيك عن القدرة على إجبار الحكومة على مراجعة سياستها.
وأضاف أن الادعاء بأن الحوار مع بشار الأسد سيجلب السلام إلى سوريا يفشل في حساب توازن القوى بين تركيا والولايات المتحدة وروسيا وإيران في شمال سوريا.
وعلاوة على ذلك ، فإن إشراك شخص مسؤول عن قتل مئات الآلاف يعد مشكلة أخلاقية. وحتى لو تجاهلت تركيا فظائع نظام الأسد بدافع من البراغماتية السياسية، فإن إشراك النظام من شأنه أن يتسبب في ضرر أكثر من نفعه.
وتساءل دوران لماذا تعامل تركيا الأسد على قدم المساواة ، في حين أنها تستطيع التفاوض معه بطريقة غير مباشرة عبر موسكو؟
وأوضح أن الأسد وصل إلى ما هو عليه اليوم بفضل دعم الطيران الروسي والميليشيات التي تدعمها إيران.
ووصف الأسد بأنه مجرد لاعب ثانوي على المسرح السوري، حيث إنه لا يستطيع التوقيع على أي شيء دون موافقة بوتين أو خامنئي، ولا يستطيع النظام حتى السيطرة على المناطق التي تمكن من استعادتها.
ولفت إلى أن الوضع في شمال شرق وشمال غرب سوريا، بيد تركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة، ولا يتطلب الاتصال المباشر مع الأسد.
ووفقا للخبير التركي، فإن إعادة الاتصالات المباشرة مع الأسد سيتسبب في خسائر لتركيا.
وبين أنه في هذه الحالية سيتعين على أنقرة التخلي عن قوات الجيش السوري الحر في المناطق التي حررتها عملية درع الفرات وعملية الزيتون.
وبالإضافة إلى الاحتفاظ بـ 3.6 مليون سوري ليس لدى الأسد أي نية لاستعادتهم ، سينتهي الأمر بتركيا إلى استقبال نحو مليوني لاجئ إضافي من إدلب.
ورأى دوران أن الاتصال المباشر مع نظام الأسد لن يحدث في المستقبل، قبل تحديد مصير إدلب وشرق الفرات.
وأردف أن الدخول في حوار مع النظام يوجب على أنقرة أن تضع نفسها في موقف قوي للتفاوض من خلال إقامة مناطق آمنة، ولهذا يجب عليها ضمان إدراج الجيش السوري الحر في عملية الانتقال السياسي وإيجاد طرق لتسهيل عودة اللاجئين.
وختم مقاله بأن على قيادة حزب الشعب الجمهوري أن تستيقظ على حقيقة أن الدبلوماسية القائمة على القوة الحقيقية على الأرض ضرورية لحل الأزمة السورية، وليس مفاهيم رومانسية عن الدبلوماسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!