ترك برس
إذا كانت محادثة ترامب الهاتفية مع الرئيس أردوغان قد فتحت الطريق أمام خروج الولايات المتحدة من شمال سوريا، فإن تداعيات العملية التركية في سوريا أدت إلى أحداث تبدو في قلب الجهود الأمريكية لاسترضاء تركيا بطريقة لا تقتصر على تعديل السياسات الأمريكية السابقة ولكن أيضًا لوضع العلاقات التركية الروسية عن قصد في موقف صعب من أجل خلق تضارب في المصالح بينهما في سوريا، كما يرى المحلل السياسي سلمان رافي شيخ.
ويضيف شيخ في مقال نشرة موقع نيو إيسترن أوت لوك الروسي، أن الولايات المتحدة تأمل في استغلال الخلاف بين أنقرة وموسكو لصالحها من أجل تعزيز موقعها الضعيف في سوريا وفي المشهد الجيوسياسي الأوسع للشرق الأوسط.
وأشار إلى أن ذلك كان الغرض من زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الأخيرة إلى تركيا، وإعلان الولايات المتحدة التزامها بإنشاء منطقة آمنة عسكرية يسيطر عليها الجيش التركي داخل سوريا.
ووفقا لرافي شيخ، فإن المسؤولين الأمريكيين، الذين يركزون على إبعاد تركيا عن روسيا، يعتزمون استخدام سياسات "المنطقة الآمنة" لإحداث خلاف بين تركيا وروسيا، حيث أن الولايات المتحدة تركت للروس والنظام السوري الموافقة على إنشاء هذه المنطقة.
واعتبر أن تقديم الولايات المتحدة القليل من المساعدة لتركيا سيخدم عدة أغراض، من بينها الحد من نفوذ روسيا في المنطقة ومواجهة هدف إيران في كل من سوريا والعراق. ولهذا السبب بالتحديد، قررت الولايات المتحدة، في المقام الأول، التخلي عن تنظيم "ي ب ك".
وختم رافي شيخ مقاله بأنه مع وجود قوات النظام السوري في حزام بلدة عين العرب كوباني التي تقع بين جيب تسيطر عليه تركيا من الغرب ومناطق أصغر إلى الشرق، فمن المرجح أن تتصاعد التوترات، وهو سيناريو يناسب الولايات المتحدة أكثر من غيره لأنه سيسمح للأخيرة بمواصلة مد يد العون إلى ثاني أكبر جيش في الناتو في محاولة للبقاء على صلة بنهاية الحرب السورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!