ترك برس
كشفت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، استعداد قوات أمريكية للتمركز في قاعدتين عسكريتين جديدتين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، في منطقة قريبة من حقول النفط.
ونقلت الوكالة التركية عن مصادر محلية موثوقة لها، أن الولايات المتحدة التي تملك 5 قواعد عسكرية في محافظة الحسكة، بدأت أعمال إنشاء قاعدتين جديدتين في منطقتين مختلفتين في الحسكة، مبينة أنه في حال تمركز القوات الأمريكية في هاتين القاعدتين عقب الانتهاء من بنائهما، سيرتفع إجمالي أعداد القواعد الأمريكية في الحسكة، إلى 7 قواعد ونقاط عسكرية.
وأشارت إلى أنه وخلال اليومين الماضيين، عبرت قافلتين عسكريتين أمريكيتين، إلى الأراضي السورية عبر معبر اليعربية، قادمة من العراق، ودخلت إلى مدينة القامشلي.
القافلة الأولى والمكونة من 20 مركبة ما بين مدرعات وشاحنات، تمركزت في بلدة القحطانية (الواقعة شرقي مدينة القامشلي السورية، والتي تضم حقولاً نفطية) على بعد 6 كيلو مترات من الحدود التركية، حيث شرع الجنود الأمريكان بأعمال بناء القاعدة العسكرية هناك.
وأوضحت الوكالة أن القافلة الأمريكية الثانية، وصلت إلى قرية حيمو غربي مدينة القامشلي، على بعد 4-5 كيلو مترات من الحدود التركية، حيث شرع الجنود الأمريكان هناك أيضاً في أعمال إنشاء النقطة العسكرية.
وكشفت "الأناضول" أن المنطقتان المذكورتان اللتان تمركزت فيها القوات الأمريكية، تقعان ضمن حدود الحزام التي تسيّر فيها القوات التركية الروسية دوريات برية مشتركة.
وبفضل النقاط والقواعد العسكرية التي ستتمركز فيها لاحقاً، ستتمكن من بسط سيطرتها على حقول النفط، وتوفير الأمن فيها، وتعزيز تواجدها أيضاً على الحدود التركية مع سوريا.
وتبعد القاعدتان المزمع إنشاؤهما، عن بعضهما البعض، مسافة 35 كيلو متر.
من جهة أخرى، انسحبت قوات أمريكية من قاعدة "صرين" عين العرب، الواقعة على الطريق الدولي "M4" جنوبي مدينة عين العرب شمالي سوريا.
وكانت القوات الأمريكية قد عادت إلى قاعدة "صرين" مرة أخرى بعد الانسحاب منها، عقب إطلاق تركيا عملية نبع السلام في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبهذا تكون القوات الأمريكية قد انسحبت بالكامل من مدينة عين العرب.
وقبيل انسحابها من قاعدة عسكرية في مدينة عين العرب المعروفة بـ "كوباني"، قامت القوات الأمريكية بتدير مدرج مطار عسكري كانت تستخدمه خلال تواجدها في المدينة، على مقربة من قاعدة "صرّين".
ومع إتمام القوات الأمريكية، أعمال بناء القاعدتين الجديدتين في الحسكة، سيرتفع إجمالي أعداد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، إلى 13 قاعدة ونقطة عسكرية.
والشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عبر بيان، إرسال المزيد من القوات لحماية آبار النفط شرقي سوريا.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "سنحمي النفط .. وسنقرر ما الذي سنفعله به في المستقبل".
فيما اتهمت وزارة الدفاع الروسية، عبر بيان، الولايات المتحدة بممارسة "اللصوصية" على مستوى عالمي بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا.
ونشرت الوزارة صورا عبر الأقمار الإصطناعية لما قالت إنها قوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا، معتبرة أن هذه الصور تدل على أن عمليات استخراج النفط السوري تمت تحت حماية العسكريين الأمريكيين قبل وبعد هزيمة عناصر تنظيم "داعش" شرقي الفرات.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لجأت إلى إلى تغييرات في خارطة انتشار قواتها العسكرية في سوريا، وتعزيز وجودها قرب حقول النفط، إثر عملية "نبع السلام" التي نفذتها تركيا في منطقة شرق نهر الفرات، لتطهيرها من إرهابيي تنظيمي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين.
وكانت القوات الأمريكية أخلت أكثر من نصف قواعدها في سوريا خلال "نبع السلام"، إلا أنها عادت مجددًا إلى بعض تلك القواعد.
وبدأ التدخل الأمريكي في الحرب بسوريا، سبتبمر/ أيلول 2014، مع تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش.
واعتمد الجيش الأمريكي على "ي ب ك/ بي كا كا" كقوة برية في مواجهة خطر داعش المتصاعد، حيث زودت واشنطن "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي بالأسلحة، فضلًا عن الغطاء الجوي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!