ترك برس
اتهم اللواء المتقاعد في ليبيا خليفة حفتر، تركيا بشحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات والمعدات العسكرية إلى حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا.
ويأتي اتهام حفر لتركيا بمثابة محاولة لتبرير فشله في إطلاق "ساعة الصفر" للهجوم على العاصمة الليبية طرابلس، التي يحاول السيطرة عليها منذ نحو 9 أشهر.
وبحسب صحيفة العربي الجديد، اتهم حفتر تركيا بـ"شحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات والمعدات العسكرية المتنوعة من عدة منافذ تركية بحرية وجوية إلى المنافذ البحرية والجوية التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق".
وأضاف أن "هذا الدعم التركي جاء تنفيذاً لالتزام تركيا في الاتفاق المبرم في السابع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، بتقديم دعم عسكري كبير ونوعي لتشكيلات حكومة الوفاق، مقابل شرط توقيعها على اتفاقية الحدود البحرية التي تنازلت بموجبها حكومة الوفاق عن مصالح الشعب الليبي ومصالح دول منطقة شرق البحر المتوسط".
وفيما لا تزال وسائل إعلام حفتر تعلن عن التقدم في كافة المحاور باتجاه قلب العاصمة طرابلس، إلا أنها لم تستطع تحديد المواقع التي تقدمت فيها باستثناء السيطرة على الطريق الرئيسي بمنطقة الساعدية وأحياء من منطقة التوغار، وكلاهما يفصلهما عن قلب العاصمة أكثر من 30 كم.
إلا أنها لم ترد كعادتها على بيانات عملية "بركان الغضب"، التي أكدت أنها سيطرت على منطقة الطويشة، واستعادت الأجزاء التي تقدمت فيها مليشيات حفتر بمنطقة الساعدية، وتدك مدفعيتها مواقع حفتر في قصر بن غشير وسوق السبت، وهي مواقع تقع أقصى جنوب العاصمة.
الخبير الأمني الليبي، الصيد عبد الحفيظ، يعلق على هذه التطورات بالقول إن "التقدم في طريق داخل الساعدية والسيطرة على بعض البيوت في التوغار لا يستلزم ساعة صفر وخروجا إعلاميا مدويا تغطيه وسائل إعلام دولية ومحلية بهذا الشكل".
وأكّد الحفيظ في حديث لصحيفة العربي الجديد، أن "حفتر كانت لديه خطط تتعلق بانتفاضة خلايا نائمة مسلحة موالية له من داخل العاصمة، لكنها فشلت كما فشلت كل محاولاته".
ورأى أن "حفتر انتهى عسكريا"، وأن بيانه الجديد حول مصراته هو محاولة منه لمغازلتها، و"اعتراف ضمني بأنها القوة الأكبر التي تمكنت من إيقاظه من أحلامه الواهمة".
وأضاف أن "قوات الجيش نجحت في إثبات قوتها ويعترف بهذا أي عارف بشؤون الميدان، فأن تحقق تقدمات في وقت كانت فيه قوات العدو في أعلى جهوزيتها بإعلان ساعة صفر هو مؤشر واضح على ضعف العدو وقوة من يقابله".
ولفت إلى أن قوات حفتر "فقدت عامل المبادرة على الأرض، ويحاول نقل المتابع واهتمام الرأي العام إلى مناطق أخرى كمصراته والصراخ والعويل والتحذير من خطر السلاح التركي".
بدوره يقول الباحث الليبي في الشؤون الدولية، مصطفى البرق، إن تركيا وحكومة الوفاق ليستا بحاجة لتهريب السلاح، في وقت يمتلكان اتفاقا موقعا بشكل قانوني ومعلن أمام الرأي العام الدولي والمحلي، معتقدا بأن "بيان حفتر هو للتغطية على فضيحته السياسية والعسكرية أمام الجميع".
ويرى البرق إن "الحراك الدولي يشير إلى تجاوز حفتر بشكل واضح، فحتى فرنسا التي كانت تقدم له الدعم العسكري والسياسي أعلنت في بيان مشترك أمس مع ألمانيا وإيطاليا عزمها إنجاح قمة برلين، ما يعني قبولها بالذهاب إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا".
وأضاف أن "حفتر فقد حلفاءه الرئيسيين، فرنسا التي لا تستطيع الخروج عن إجماع أوروبي وشيك بشأن حل سياسي في ليبيا، وروسيا التي يبدو أن تركيا نجحت إلى حد كبير في تحييدها".
ويؤكد البرق أن "لجوء حفتر للتعويل على بضعة مسلحين داخل العاصمة لإثارة بلبلة لتمكين قواته من اقتحام العاصمة بل وخروجه شخصيا في محاولة لإعطاء الأمر ثقلا وتشجيعا لأولئك المسلحين، لا يدل على شيء إلا على فقدانه كل شيء سياسيا وعسكريا، وأن قواته تعيش آخر أيامها جنوب طرابلس".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!