
مجلة ذي إيكونوميست البريطانية - ترجمة وتحرير ترك برس
تعتبر زراعة الشاي العضوي مكلفة بالمقارنة بالشاي العادي حيث يحتاج لمساحة أكبر من الأراضي. في المقابل، يجد هذا النوع رواجا في الأسواق الأجنبية.
ربما يختلف الأتراك بنسبة معينة هذه الأيام على المشروب الوطني، حيث يصر المحافظون بما فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على المشروب غير كحولي مشتق من الحليب يطلق عليه اسم "عيران"، في حين يختار الحداثيون تناول المشروب الكحولي "راكي" مع السمك المشوي والاستماع لبعض الموسيقى.
وفي الواقع، يمكن أن يتَحد الأتراك حول الشاي، حيث يستهلك المواطن التركي العادي قرابة 3.5 كيلوغراما من الشاي سنويا أي ما يعادل أربعة أكواب في اليوم مما يفوق معدل الاستهلاك في الدول الأخرى بما في ذلك المملكة المتحدة والهند والصين وروسيا. وتعتبر تركيا سادس أكبر منتج لأوراق الشاي في العالم. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق أن دخل أي شخص منزلًا أو مكتبًا حكوميًا في تركيا دون أن يُعرض عليه الشاي في كوب زجاجي مميز يقدم للسياح.
يتمثل التغيير الحالي، في تحول تخمير الشاي إلى صناعة قديمة. وعموما، تقدم الحكومة إعانات لمزارعي الشاي الذين يتحولون إلى الزراعة عضوية على أمل أن يدفع الأجانب ذوو الأجور العالية ثمن الشاي التركي. ومن المنتظر أن تتحول شركة الشاي الحكومية "شايكور" التي تعتبر أكبر منتج في البلاد، بشكل كامل إلى الزراعة العضوية بحلول سنة 2023 المتزامنة مع الذكرى المئوية لتركيا الحديثة.
في أحد مصانع الشركة القريبة من مدينة ريزة، وهي مدينة هادئة يحدها البحر من جانب في حين يغطي الجانب الأخر جبال مكسوة بمزارع الشاي التي تشبه البساط الأخضر. وفي هذا الإطار، أفاد مدير الشركة كوكسال كاسابوغلو، أن هذه السياسة أثمرت بالفعل، حيث ارتفع الإنتاج العضوي في كايكور من أقل من 100 فدان قبل عقد إلى قرابة 10 آلاف فدان حاليا، أي نحو 5 بالمئة من إجمالي المساحة المزروعة.
في الحقيقة، تعود شعبيته في تركيا لحد كبير إلى السعر. فعندما وصل الشاي إلى الإمبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كان الاقتصاد يشهد تراجعا. ومن جهتهم، فضل العديد من الأتراك المشروب الجديد على القهوة التي كانوا يشربونها لقرون. في المقابل، أصبح من الصعب تحمل تكاليفها.
ما زال السعر عاملا بالغ الأهمية هذه الأيام، إذ يعود ذلك جزئيًا لحقيقة أن زراعة الشاي العضوي تتطلب مساحات أكبر من الأراضي لإنتاج القدر نفسه من المحاصيل. لهذا السبب، يكلف الشاي العضوي حوالي ضعف تكلفة الشاي العادي. ولا شك أن أموال دافعي الضرائب يمكن أن تقنع العديد من المزارعين بالانتقال إلى الزراعة العضوية لكن مع تقلب الاقتصاد، سيكون إقناع من يشربون الشاي التركي بشراء هذا النوع الجديد أكثر صعوبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!