جيهان
جعلت عمليات زراعة الشعر من تركيا مركزاً للسياحة العلاجية العالمية والوجهة المفضلة للمرضى المحليين والأجانب الذين يبحثون عن الجودة العالية وإجراءات فعالة من حيث التكلفة والعلاج خاصةً وأنه يتم تنظيم جولات سياحية إلى جانب العلاج للسيّاح العرب والأوروبيين.
وأدى هذا إلى جعل قطاع السياحة العلاجية يشهد نموا كبيرا لدرجة أن بعض المراكز الطبية أضحت تقدم للمرضى إمكانية الحصول على ائتمان عن طريق اتفاقيات تعقدها مع البنوك.
ولعل السبب في أن يشهد قطاع السياحة العلاجية هذه الطفرة الكبيرة هو سياسة الأسعار والجولات السياحية المنظمة للسيّاح الوافدين. إذ تتراوح تكلفة عملية زرع الشعر في تركيا ما بين 2 إلى 4 آلاف ليرة تركية (نحو 900 إلى 1800 دولار)، علما بأن هذه التكلفة تصل في أوروبا إلى 5 أضعاف هذه الأرقام، فيما تتراوح في أمريكا فيما بين 15 إلى 20 ألف دولار. ولكن تركيا استطاعت أن تتربع على قائمة أكثر الدول التي يتم فيها زرع الشعر وساعدها على ذلك وجود عدد كبير من الخبراء في هذا المجال.
زرع الحواجب
لهذا السبب يفضل كل من السياح العرب والأوروبيين تركيا؛ إذ يتوافد عليها مرضى لزرع الشعر من دول مثل ألمانيا والسعودية والإمارات وقطر والكويت وليبيا والعراق. حيث ازدادت أعداد مراكز زرع الشعر المفتوحة في تركيا في الفترة الأخيرة ووصلت إلى 300 مركز. كما تخطت حصص سوق القطاع في السنوات الأخيرة المليار دلاور.
وتفيد تقارير بأنه يأتي من الدول العربية، على وجه الخصوص، في المتوسط 3 آلاف شخص شهريًا، موضحة أن هذا العدد يصل في أشهر الصيف إلى 5 آلاف شخص. كما لفتت إلى أن هناك أسخاصاً يقومون بزراعة الشارب والذقن والحاجب والرموش إلى جانب زراعة الشعر.
جولات سياحية بعد العلاج
وتقوم المراكز الطبية أيضًا بتنظيم جولات سياحية في إسطنبول للسياح الذين يرغبون في العلاج في تركيا. ويقوم ممثلو هذه المراكز المتواجدون في الدول العربية بإحضار مجموعات مكوّنة من 15 إلى 20 شخصًا لتركيا، ويتم استقبال المرضى في المطار بسيارات فارهة لكبار الشخصيات (VIP) وتنقلهم إلى فنادق خمس نجوم.
زرع 8 آلاف خصلة شعر مرة واحدة
ولفتت مرال تالا منسقة زرع الشعر في مركز إسطنبول للشعر (İstanbul Hair Center) إلى الإقبال الكثيف على تركيا لزرع الشعر، قائلة: "تركيا لديها خبرة كبيرة وتعتبر مركزاً معروفاً في زراعة الشعر. والمرضى يأتون إلى تركيا بعدما يطلعون على معارفهم الذين أجروا هذه العمليات في السابق وهو ما يجعلهم يثقون بنا. لم تشهد أية دولة أجنبية كل هذا النمو والإقبال الذي شهدته تركيا حتى الآن. فنحن نقوم بزرع 8 آلاف خصلة شعر مرة واحدة في حين أنه يتم زرع ألف خصلة فقط في الدول الأخرى. إن عمليات زراعة الشعر في تركيا تصل نسب نجاحها إلى 90 في المئة، لدرجة أننا لا نستطيع تلبية الطلبات الكثيفة من المرضى. ومشكلتنا الوحيدة هي إيجاد غرفة عمليات، فالقانون يشترط وجود غرفة عمليات لإجراء هذه العملية. إلا أننا نجد صعوبة في توفيرها للمرضى القادمين".
انتبهوا للمراكز غير المرخصة
ويلفت خبير الشعر دوغان أولوم إلى أن مراكز زراعة الشعر غير المرخصة تقوم بزرع خصل بأعداد كبيرة جداً محاولة الاستفادة من الأرباح الكبيرة التي تأتي من هذه العملية. وحذر من ذلك قائلا "إن زراعة الشعر في تركيا لم تصبح مصدراً للربح بالنسبة لقطاع الصحة فحسب، بل باتت مصدر ربح للقطاعات الأخرى. إلا أنه مع نمو القطاع بدأت تظهر الجوانب السلبية؛ إذ يتم دومًا افتتاح مراكز جديدة، ويتم خداع السيّاح في المكاتب التي تبدو أنيقة المظهر ثم يتم إجراء العملية في مبان تحت السلم أي غير مرخصة بالمرة. وأنصح بالابتعاد عن هذه الأماكن".
وقال المواطن التونسي معروف البالغ 26 عاما إنه كان مترددا منذ عامين في موضوع زرع الشعر. وأوضح أن تركيا مركز رائد في هذا الموضوع. وأنه فضل تركيا من خلال صديق له قام بزراعة شعره في وقت سابق وإن هذا الأمر، أي زراعة الشعر، في بلده بات شيئا مشهورا بين الناس.
كما قام شاب سعودي يُدعى سلمان (29 عاما) بزيارة مركز طبي لزراعة الشعر وقال إنه جاء إلى تركيا بمجرد أن بدأ يتساقط شعر رأسه، لافتا إلى أنه فضل تركيا بسبب أن أسعار المراكز الطبية مناسبة، فضلا عن القيام بعطلة إلى جانب العلاج.
وأضاف: "كنتُ أنتظر أن يكون العلاج مكلفاً جدا لأن المنطقة المتساقط منها شعري كبيرة لكن وجدت الأسعار مناسبة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!