كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
كان عيد النوروز يشكل رمزا من رموز العصيان المسلح للأكراد، لكن هذا الأمر انتهى في عيد عام 2013،عندما أعلن أوجلان عن أنّ زمن استخدام السلاح قد انتهى، وبرغم انتهاء أعمال العصيان المسلّح إلى أنّ حزب العمال الكردستاني حال دون تحويل ذلك إلى نتائج سياسية، مستغلا أحداث غزي بارك ومحاولة الانقلاب، فمثل هذه الأحداث أثرت سلبيا بكل تأكيد على عملية السلام، لكن ما ثبت أيضا هو عدم استعداد هذه المنظمة لترك السلاح.
كان يسعى أوجلان إلى تحويل الحركة الكردية إلى عمل سياسي، لكن في المقابل كان يسعى تيار جبل قنديل وحزب الشعوب الديمقراطي إلى الحصول على نتائج سياسية من خلال استخدام السلاح، وخلال العامين الماضيين، قاوم حزب العمال الكردستاني بكل ما أوتي من قوة، عملية التحوّل الحاصلة في الحراك الكردي، ولهذا تعطلت عملية السلام ولم تتقدم للأمام كما كان مخططا لها.
***
أقنع أوجلان منظمة حزب العمال الكردستاني بضرورة إيقاف كل الحراك المسلّح خلال عيد نوروز عام 2013، بينما في عيد النوروز هذا العام سيُجبرهم على ترك السلاح.
نستطيع معرفة أنّ القيام بذلك ليس بالأمر السهل بالنسبة لأوجلان، وذلك من خلال ما تابعناه من ردة فعل من قبل حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني على "نداء ترك السلاح" الذي عُقد في قصر "دولمة باهتشة" بنهاية شهر شباط الماضي، حينما استنفر أعضاء تيار جبل قنديل بعد ذلك البيان، وبدؤوا بتأويله بطرق مختلفة، فقالوا "ما يقصده أوجلان هو إعلان نيته ترك السلاح فقط، والدليل على ذلك أنه لم يحدد تاريخ معيّن لذلك"، والبعض الآخر بدا مستهزئا من البيان لدرجة أنه قال "على الدولة أولا أنْ تترك السلاح حتى نتركه نحن".
برغم كل ذلك، أعتقد أنّ حزب العمال الكردستاني لن يستطيع مقاومة قرار أوجلان أكثر من ذلك، فأمامهم خياران؛ الأول، القبول بهذا التحوّل التاريخي للحراك الكردي ويكملوا هذه العملية بصورة سليمة وصحية، وهذا سيكون نجاح مُبهر للحركة الكردية سيسجله التاريخ لهم. أما الخيار الثاني، فيتمثل بعدم الاستجابة لتعليمات أوجلان، وحينها سيحدث صدع كبير جدا في الحراك الكردي، ليحدث انقسامات داخل حزب العمال الكردستاني. واعتقد أنّ كلا الاحتمالين قائمان.
***
كل الجهود الذي بذلها ويبذلها عبد الله أوجلان حتى اليوم، كان يسعى من خلالها إلى وضع كل الحراك الكردي تحت سقف واحد، وقد نجح بذلك جزئيا، لأنّ وجود تيار مقاوم له داخل حزب العمال الكردستاني، هو حقيقة أيضا.
ولحل تلك المشكلة، يقوم أوجلان بتوجيه رسائله الهامة والمفصلية خلال عيد النوروز، حتى يسحب بساط الدعم الشعبي للتيار المعارض له، فبدلا من أنْ يوجه تعليماته لحزب العمال الكردستاني، يقوم بتوجيه ندائه إلى الشعب الكردي، إلى القاعدة الجماهيرية، وهكذا يسعى أوجلان إلى التأثير على الكتلة الشعبية التي تؤيد التيار المعارض له في المنظمة المسلحة، ليأخذ الدعم الشعبي ويحوّله له، وهكذا يضع حدا لحزب العمال الكردستاني.
بصراحة أنا لا أنتظر أي مفاجئات في الرسالة التي ستقرأ اليوم في عيد النوروز، وأتوقع أنْ يشرح مجددا أوجلان أنّ زمن استخدام السلاح قد انتهى، وأنّ على الجميع أنْ يجهّز نفسه للعبور إلى الحلول السياسية، وسيقدم وجهة نظره بالتفصيل حول عملية السلام مرة أخرى.
ما أنتظره من عيد النوروز اليوم، هو أنْ يضع أوجلان تاريخ محدد أمام حزب العمال الكردستاني للإعلان عن ترك السلاح، فهل سيقوم بذلك اليوم أم لا؟ هذا ما سنعرفه خلال الساعات القادمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس