حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
صرح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن اليونان تزود 16 جزيرة في بحر إيجة بأسلحة ثقيلة على نحو ينتهك اتفاقيتي لوزان 1923 وباريس 1947. وأشار إلى وجود 100 ألف جندي يوناني في الجزر المذكورة.
كما تحدث جنرالات وأميرالات أتراك متقاعدون عن استمرار تسليح اليونان الجزر الـ16 منذ سنين. بعبارة أخرى، تساءل زملاء أكار في السلاح عن مغزى توقيت تصريح الوزير. ورأينا أيضًا انتقادات أيضًا للتوقيت في بعض الصحف والتلفزيونات.
هكذا هي الدبلوماسية، تحمل التصريحات معان عن سبب وتوقيت الإدلاء بها، و أحيانًا تحمل مغزى يتجاوز معاني الكلمات التي تتكون منها.
وربما يثور فضول الصحفيين اليونانيين، كما هو الحال بالنسبة لنظرائهم الأتراك حول المعنى الحقيقي لتصريحات أكار. وأعتقد أنه لا بأس من التوضيح.
من الملاحظ أن الحكومة اليونانية برئاسة السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس تأخذ على محمل الجد أكثر من اللازم التصريحات الإسرائيلية عن وجود احتياطات بمليارات الأمتارالمكعبة من الغاز الطبيعي، والأخبار عن مدى الضخ الكبير للغاز من الحقول الغنية، ودعوة إسرائيل الشركات الدولية إلى التنقيب، وتشكيل اتحادات شركات من أجل مد خطوط نقل الغاز.
يمكن تفهم هذا الأمر، لأن حكومة تسيبراس السابقة لم تتمكن من إخراج اليونان من الأزمة الاقتصادية التي وقعت بها، علاوة على أنها لم تترك منشأة في البلاد لم تبعها لألمانيا.
ويمكن أيضًا تفهم أن ميتسوتاكيس، لأن لم يجد ما يبيعه، وضع نصب عينيه مناطق التنقيب عن الغاز الخاصة بالقبارصة الأتراك واليونانيين وأخذ يحلم بالدولارات الخضراء التي سيدرها الغاز المستخرج أو من خط أنابيب نقل الغاز الذي ستستخرجه إسرائيل من هناك، إلى أوروبا.
بيد أن هذه الأحلام تلاشت مع توقيع الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا اتفاقية مع تركيا تحدد المناطق الاقتصادية الخالصة للبلدين.
وفي لحظة وصول خبر توقيع الاتفاقية إلى أثينا خرج السيد ميتسوتاكيس عن طوره، وقال: "من غير الممكن توقيع مثل هذه الاتفاقية"، متجاوزًا قواعد التعامل والأعراف الدبلوماسية.
ولأن أحدًا لم يوقفه عن حده، ولأن ردود الأفعال على تصريحاته تحلت بالكياسة الدبلوماسية فإن ميتسوتاكيس تمادى في تصرفاته إلى حد أنه دعا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر واستقبله استقبال رؤساء الدول.
فهل اتضح الآن سياق تصريحات أكار، التي ظنها البعض في غير وقتها، عن أن تركيا على علم بأن اليونان تحشد القوات والأسلحة في الجزر؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس