ترك برس
ألقى التوتر التركي الروسي بظلاله على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أوكرانيا، مطلع فبراير/شباط الحالي، والتي شهدت بعض الخطوات التي من شأنها إثارة حساسية موسكو.
انعكاسات التوتر بين البلدين، بدأت قبيل مغادرة أردوغان بلاده متوجهاً إلى كييف، حيث أكّد في مؤتمر صحفي بمطار أتاتورك الدولي، على أن بلاده لن تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وهو الملف الذي كان مطويّاً لفترة طويلة مؤخراً، بسبب طبيعة العلاقات التركية الروسية الإيجابية.
ولدى وصوله إلى كييف واستقباله من قبل نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في القصر الرئاسي بالعاصمة، حيا أردوغان ثلة من حرس الشرف اصطفت لاستقباله، بعبارة تثير حساسية روسيا.
وأظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية، أردوغان وهو يمشي برفقة زيلينسكي ثم يتوقف أمام حرس الشرف ويقول" "المجد لأوكرانيا" ليرد عليه الجنود "للأبطال المجد".
وكالة "روسيا اليوم" ذكرت أن تحية "المجد لأوكرانيا! للأبطال المجد" انتشرت إبان الحرب العالمية الثانية، بعدما اعتمدتها عام 1939 "حركة القوميين الأوكرانيين"، ثم "جيش التمرد الأوكراني" المنبثق عنها.
وقاتلت تنظيمات القوميين الأوكرانيين كلاً من الجيش الأحمر وفصائل المقاومة البولندية.
وهذه العبارة "المجد لأوكرانيا! للأبطال المجد" بما تحمله من معان استفزازية للكثيرين في روسيا على المستويين الرسمي والشعبي، جعل الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو يعلن هذه التحية عام 2018 تحية رسمية في قوات الشرطة والجيش الأوكرانيين.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع زيلينسكي، جدد أردوغان، تأكيده على أن بلاده لم ولن تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بطريقة غير شرعية.
وأوضح أردوغان أن تركيا دافعت عن وحدة الأراضي الأوكرانية في كافة المحافل الدولية، وأن أنقرة تدعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للوضع القائم في شرقي أوكرانيا.
وأكد أن بلاده تتابع عن كثب أوضاع أتراك القرم، وأن مسؤولي بلاده يتشاورون مع نظرائهم الأوكرانيين حول معاناة أتراك القرم.
وتابع قائلا: "كما كان في الماضي، فإن أوضاع أتراك القرم ستكون في مقدمة المسائل التي سنناقشها في مع المسؤولين في أوكرانيا".
لاحقاً وعلى هامش زيارته الرسمية إلى أوكرانيا، التقى الرئيس التركي بزعيم تتار القرم مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو، في العاصمة الأوكرانية كييف.
وذكرت الرئاسة التركية في بيان نشرته على الموقع الرئاسي، أن أردوغان التقى قرم أوغلو في قصر مارينسكي، دون الكشف عن فحوى تفاصيل اللقاء.
وفي مارس/آذار 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، المطلة على البحر الأسود، إلى أراضيها، عقب استفتاء غير قانوني قاطعه تتار القرم.
ومنذ قرار الضم، اشتكت أقلية التتار في المنطقة من القمع، بما في ذلك الاعتقالات والاحتجازات التعسفية، فيما طالب البرلمان الأوروبي، روسيا بوقف الظلم الممارس بحق التتار في شبه الجزيرة.
جدير بالذكر أن العلاقات التركية الروسية، شهدت نوعاً من التوتر خلال الأسابيع الأخيرة، عقب تصعيد النظام السوري المدعوم روسياً وإيرانياً، هجماته على مناطق المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، وبغطاء جوي من المقاتلات الروسية.
هجمات النظام السوري شكّلت تهديداً على نقاط المراقبة التركية أيضاً في إدلب، والتي يصل عددها إلى 12 نقطة متوزعة على طول الجبهة التي كانت تفصل بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
والإثنين الماضي، استشهد 7 جنود أتراك ومدني، جراء قصف مدفعي مكثف للنظام السوري في محافظة إدلب.
وأوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن القوات التركية ردّت فورا على مصادر النيران.
وأضاف البيان، أن القوات التركية موجودة بالمنطقة لمنع نشوب اشتباكات في إدلب، وأن النظام السوري أطلق النار ضدها رغم أن مواقعها كانت منسقة مسبقًا.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الجاري، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!