ترك برس
قالت شبكة بلومبيرغ الأمريكية إن خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محدودة في مواجهة الرئيس أردوغان، مشيرة إلى أن سياسة حافة الهاوية التي تتبناها تركيا في سوريا وليبيا تضع روسيا في موقف حرج.
جاء ذلك في مقال على موقع الشبكة تناول الخلاف بين أنقرة وموسكو بشأن الوضع في مدينة إدلب، وتهديد الرئيس التركي بتوجيه ضربة لقوات النظام السوري حليف روسيا.
وقالت الشبكة إن الروس شعروا بالارتياح من موقف أردوغان تجاه بوتين، واستغلوا الموقف لإضعاف منظمة حلف شمال الأطلسي ولتأمين صفقات تجارية مربحة مع تركيا، من بيع المعدات العسكرية إلى خطوط أنابيب الغاز.
وأضافت أن الرئيس الروسي للحفاظ على مكانته كأفضل صديق لأردوغان، قبل على مضض خطاب أردوغان العدائي ضد حلفاء روسيا، مثل الديكتاتور السوري، بشار الأسد، والقائد الليبي القوي خليفة حفتر.
وأردفت أن العملية العسكرية التركية في شمال غرب سوريا أدت إلى تأجيل أي أمل في موسكو في أن يتمكن الأسد من إعادة السيطرة على البلاد. كما تقف القوات التركية الآن عقبة في طريق استيلاء خليفة حفتر على طرابلس.
واستطردت أن أردوغان، مثلما احتقر واشنطن باحتضانه من يهتفون "الموت لأمريكا"، فقد ردد خلال وجوده في كييف صيحة "المجد لأوكرانيا" شعار المقاومة للهيمنة الروسية منذ ضم بوتين 2014 لشبه جزيرة القرم.
ورأت أن خيارات بوتين في التعامل مع أردوغان محدودة.
وأوضحت أن تركيا شريك اقتصادي رئيسي لروسيا، ويريد الزعيمان أن ترتفع التجارة بين البلدين التي تبلغ حاليا حوالي 30 مليار دولار، إلى 100 مليار دولار.
وأضافت أن عضوية تركيا أمر بالغ الأهمية لآمال روسيا في دعم المنظمات متعددة الأطراف في القوقاز وآسيا الوسطى. كما يريد بوتين تأجيج حالة عدم اليقين لدى الناتو حول التزام تركيا بالتحالف.
وقالت إن الرئيس أردوغان يعرف كل هذا، وسوف يستمر في الضغط على روسيا للحصول على تنازلات في سوريا وليبيا وفي أي مكان آخر.
وتساءلت الشبكة في الختام: هل يمكن لواشنطن الاستفادة من هذا الموقف، كما فعلت روسيا عندما توترت علاقات تركيا بالولايات المتحدة؟
وأجابت بأن هذا سيتطلب من بوتين الضغط على أردوغان، وأن يبدي الزعيم التركي بعض الاهتمام بالعودة إلى الجناح الغربية، ولكن الأمور لم تصل إلى ذلك بعد. وعندما تصل إلى هذه النقطة، فسيتعين على الولايات المتحدة أن تظهر دبلوماسية أعلى مما أظهرت في السنوات الأخيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!