ترك برس
بدأ العد التنازلي لانتهاء التسجيل على برنامج "المنح التركية" التي كانت قد انطلق في يناير/كانون الثاني 2020.
المنحة التي تقدمها رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB) الحكومية في تركيا، تقدم منحا للطلاب الأجانب الوافدين من دول مختلفة حول العالم لتلقي التعليم في الجامعات التركية المرموقة.
ويعد برنامج المنح الدراسية في مقدمة البرامج التنافسية، حيث يتم تمويله من طرف الدولة التركية، ويُقدّم للطلاب المميّزين فرصة مواصلة تعليمهم بمستويات مختلفة بأرقى الجامعات.
ويهدف البرنامج إلى تأسيس شبكة تضم زعماء المستقبل الذين يتعهدون بتعزيز التعاون بين البلدان والتفاهم المتبادل بين المجتمعات.
وتستخدم تركيا نظامها التعليمي جسر تواصل مع العديد من شعوب العالم، وتوظف المنح التعليمية التي تقدمها في غرس ثقافتها لدى الأجيال الوافدة إلى جامعاتها ومؤسساتها التعليمية.
يبدأ طلاب المنحة حياتهم بدراسة اللغة التركية لمدة عام كامل، فيتقنونها إلى الحد الذي يسهل إدارة حياتهم في تركيا، بعد ذلك ينخرطون في الفعاليات والبرامج الثقافية في الجامعات، وسرعان ما يصبحون سفراء لتركيا في بلدانهم التي يعودون لها بعد التخرج.
الفلسطيني أيمن المبحوح أحد المستفيدين من المنحة التركية، حضر عام 2015 من قطاع غزة المحاصر ليحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة مرمرة الحكومية.
وبحكم تعلمه اللغة التركية إلى حد الإتقان، أصبح أيمن جسر اتصال بين معارفه العرب والبيئة التركية، فهو -كما يقول- يرافقهم للمؤسسات الحكومية، وفي يوميات حياتهم، ليقوم بدور "الترجمان" بينهم وبين المؤسسات الرسمية، بحسب ما نقله عنه موقع "الجزيرة نت".
ويشرح أيمن عمق التواصل الثقافي بين الطلبة الوافدين للدراسة في تركيا ومشرفي المنحة، مؤكدا أن هذا التواصل يبدأ من المقابلة الأولى للطلبة المتقدمين، التي تتم في نحو مئة موقع حول العالم.
ويقول المبحوح إن المقابلة تركز على طرح أسئلة متعلقة بالتخصص الذي يرغب الطالب في دراسته؛ ولكن من منظور العرف التركي، وبما يعرف الطالب بثقافة المجتمع التركي ومكوناته.
ويوضح أيمن طالب الدكتوراه بالشريعة الإسلامية ذلك قائلا "بحكم أنني متقدم لدراسة الشريعة كانت الأسئلة تركز على فهم حالة التدين في تركيا، فمثلا سألوني عن معنى أهل السنة والجماعة في فلسطين، فأخبرتهم أنهم أهل الحديث النبوي الشريف".
ويضيف "وهم بدورهم أخبروني أن هذا المعنى في تركيا يشمل الأشاعرة في الأساس ثم الماتوردية، كما بينوا لي أن التصوف هو جوهر التدين في المجتمع التركي".
ويزداد الغرس الثقافي التركي عمقا بعد قبول الطالب للالتحاق بالجامعة، وبدء دراسة اللغة التركية، ويشير المبحوح إلى أن المحتوى العلمي لمنهاج "تركش أكاديمي" يركز بشكل مكثف على الثقافة التركية في مضمونه، مؤكدا أن الطلبة يستخدمون هذا المحتوى في اكتساب المهارات اللغوية التركية الأربع (القراءة والكتابة والمحادثة والاستماع).
ويقول المبحوح إن المشرفين الأكاديميين على برنامج المنحة التركية يرتبون لقاءات مع الطلبة للنقاش حول كيفية بناء الشراكات بين بلدانهم وبين تركيا، وكيفية توظيف عناوين المقترحات البحثية لطلبة الدراسات العليا لتحقيق هذا الغرض.
أما عائشة قاسم، وهي طالبة في سنتها الرابعة من الجزائر، فتدرس العلاقات الدولية بجامعة البوسفور "بوازتشي" بإسطنبول، وانخرطت بحكم دراستها بشكل سريع جدا في التفاعلات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البيئة التركية.
تقول عائشة إنها شاركت في برامج نفذها حزب "العدالة والتنمية" لإطلاع الطلبة الأجانب في البلاد على إدارته حملة الانتخابات الرئاسية وانتخابات البلديات في إسطنبول، وأنها التقت خلال ذلك البرنامج عددا كبيرا من قادة الحزب ومنظريه في لقاءات ومحاضرات مختلفة.
وتبين أن احتكاكها بالثقافة التركية بدأ بانخراطها في فصل اختياري لتعلم اللغة التركية المعاصرة واللغة العثمانية والأرشيف العثماني، موضحة أنها أيضا اشتركت في برامج تتعلق بيوميات الشعب التركي، كأهم المواقع وأبرز الشخصيات وما تشتهر به كل منطقة في تركيا، وغيرها من التفاصيل الثقافية.
وخلال عام 2019 وحده تقدم للمنحة التركية أكثر من 146 ألف طالب من أكثر من 167 بلدا حول العالم، ويدرس في تركيا حاليا نحو 178 ألف طالب أجنبي، يتلقى 17 ألفا منهم منحا من قبل الدولة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!