ترك برس
وصفت صحيفة الغارديان البريطانية خطة الحكومة اليونانية لترحيل اللاجئين من أراضيها بغير الإنسانية وسيكون مصيرها الفشل، داعية الاتحاد الأوروبي إلى التدخل وإنشاء نظام استقبال وحماية للاتحاد الأوروبي بدلًا من تبني سياسة أمنية.
وكان وزير الهجرة واللجوء اليوناني، نوتيس ميتاراكيس، أعلن قبل عشرة أيام أن بلاده تسعى لترحيل 200 لاجئ كل أسبوع إلى تركيا، وأنها ستنشئ مخيمات ستكون جاهزة بحلول الصيف قادرة على استضافة ما يصل إلى 20000 مهاجر لمدة ثلاثة أشهر في كل مرة.
وفي مقال نشرته الصحيفة كتب المحلل اليوناني، أبوستوليس فوتياديس، إن الجزر اليونانية التي تستضيف اللاجئين قامت بدور الحاجز أمام اللاجئين منذ اتفاق الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار مارس 2016، الأمر الذي يعني أنه وفقًا لتفسير أنقرة للاتفاقية، لا يمكن إعادة أي شخص يصل إلى البر الرئيسي اليوناني إلى تركيا.
وأضاف أنه منذ تولي حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ السلطة في الصيف الماضي، قررت الحكومة تبني سياسة متشددة تجاه اللاجئين تركز على ردع الناس عن الوصول إلى جزر بحر إيجة في المقام الأول.
وأوضح أن قانون اللجوء الجديد الذي قدم في تشرين الأول أكتوبر الماضي، جعل من المستحيل على أي شخص متابعة إجراءات طلب اللجوء ما لم يكن لديه مساعدة قانونية دائمة، وهي خدمة محدودة للغاية تقدمها بعض المنظمات فقط.
وأردف أن الحكومة تخطط أيضًا لإقامة مراكز احتجاز ضخمة في الجزر، حيث يمكن تقييد طالبي اللجوء لفترات طويلة من الزمن، من أجل تمكين المزيد من عمليات الترحيل، وإنشاء حاجز عائم في بحر إيجه وفحص 50000 طلب لجوء بحلول حزيران يونيو 2020.
وأشار إلى أن أعضاء الجناح اليميني لحزب الديمقراطية الجديدة يعتقدون أن هذا سوف يردع المزيد من اللاجئين عن عبور بحر إيجة ويعزز موقف اليونان عندما تدخل في المفاوضات الشهر المقبل بشأن اتفاقية الاتحاد الأوروبي الجديدة للهجرة واللجوء.
ورأى أن هذه الاستراتيجية بالكامل ستؤدي إلى تكاليف بشرية كبيرة، وستكون فرصة تحقيقها لنتائج ضئيلة، وبمجرد أن تبدأ تركيا في نقل اللاجئين إلى ما يسمى "المناطق الآمنة" في شمال سوريا، فإن عوامل الجذب على الجانب الآخر من بحر إيجه ستكون أقوى بكثير، وسيختار الناس الذهاب إلى اليونان بعد العودة إلى إدلب، بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك.
ولفت إلى أن تنفيذ القرارات الجديدة المتعلقة باللاجئين يتطلب الكثير من الإكراه والعنف. وقد أبلغ المحامون في الجزر عن انتهاكات كثيرة لقوانين اللجوء الأوروبية والدولية.
ودعا فوتياديس الاتحاد الأوروبي إلى عدم تشجيع الحكومة اليونانية ضمنيًا على تبني السياسة نفسها التي يتبعها روئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بعدم تقديم الدعم الذي تحتاجه لليونان.
وأضاف أن على مسؤولي الاتحاد الأوروبي التفكير في إنشاء نظام استقبال وحماية للاتحاد الأوروبي على الحدود الخارجية لأوروبا، وإرسال الأطباء والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين والمترجمين الفوريين هناك.
وخلص إلى أن حل أزمة اللاجئين في أوروبا لا يمكن أن يكون من خلال مواصلة الاتحاد الأوروبي تمويل نظام غير إنساني غير كفء، تلتزم فيه اليونان بالردع فقط دون أي استراتيجية أخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!