محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يخطئ متابعو السياسة الخارجية التركية بشكل عام. والسبب في ذلك ناجم عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة.
فهم يظنون أن تركيا العضو في الناتو منذ 1952 والتي تعتبر الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًّا، تضع في المقام الأول واشنطن والناتو دائمُا في الخطوات التي تقدم عليها في السياسة الخارجية.
المصالح الخاصة
بيد أن الطرفين يضعان مصالحهما فقط نصب أعينهما. حتى في الوقت الذي كانت فيه تركيا أكثر ارتباطًا بالغرب كان الطرفان يضعان مصالحهما الخاصة أولًا في الاعتبار.
على سبيل المثال، ألم تواجه تركيا مقاطعة أمريكية عندما نفذت حملة عسكرية في قبرص؟ وهل استشارت الولايات المتحدة تركيا عندما تدخلت في فيتنام أو احتلت العراق؟
الاتفاق مع روسيا
لم تكن تركيا تفترض حصولها على دعم من الناتو في السياسات والخطوات العسكرية التي أقدمت عليها تجاه سوريا في الآونة الأخيرة.
أما الاتفاق الذي توصلت تركيا إليه تركيا مع روسيا في هذا الصدد فتابعته واشنطن عن بعد وبكل أسف.
هل هو منعطف؟
نمر حاليًّا من منعطف جديد في الملف السوري. فالمعلومات تشير إلى أن قوات النظام السوري استعادت، قبل المباحثات التركية الروسية، جزءًا كبيرًا من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من جانب تركيا في الجزء الشمالي الغربي من محافظة حلب.
تسببت الاشتباكات العنيفة الدائرة في محافظة إدلب بتحركات مكوكية على الصعيد الدبلوماسي. وبينما زاد تقدم نظام الأسد في المحافظة التوتر بين تركيا وروسيا، تجري مباحثات مكثفة بين أنقرة وموسكو من أجل خفض التصعيد في المنطقة وإيجاد حل لمشكلة إدلب.
وفي هذا الإطار، زار وفد روسي أنقرة الأسبوع الماضي، فيما توجه وفد تركي يضم عسكريين ودبلوماسيين أتراك إلى موسكو لإجراء مباحثات مع نظرائهم الروس.
الحوار التركي الروسي
يؤكد الجانب التركي في المباحثات التي تتناول آخر التطورات في إدلب، على ضرورة وقف نظام الأسد تقدمه في المنطقة، علاوة على مناقشة وضع نقاط المراقبة التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
باختصار، تسعى تركيا إلى حل مشاكلها بخصوص سوريا بمعزل عن الناتو والولايات المتحدة. أما العلاقات التركية الروسية، التي نجحت في تجاوز عدد من التحديات، ستتمكن على أي حال من بلوغ مرحلة الحل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس