ترك برس
برز اسم مسعود أوزيل، نجم فريق أرسنال، مؤخراً على الساحة الإقليمية والدولية، وبالأخص في أوساط المجتمعات المسلمة، كرمز لرفض العنصرية والاضطهاد، وذلك بسبب مواقفه الإنسانية، وكان آخرها وكان أوزيل تضامنه مع مسلمي تركستان الشرقية المضطهدين من قبل الصين.
ولد أوزيل ذو الأصول التركية يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 1988 بمدينة غيلسنكيرشن الألمانية، وسط أجواء صعبة على المهاجرين، مما اضطر والده للعمل بوظائف عدة منخفضة الأجر حتى يعيل عائلته.
بدأ شغف أوزيل بكرة القدم منذ نعومة أظافره من خلال اللعب في الحي الذي يسكن فيه لساعات طويلة، على أمل أن يصبح لاعبا محترفا وينتشل عائلته من الفقر الذي كانت تعيش فيه، بحسب تقرير نشرته شبكة "الجزيرة" الإخبارية.
أوزيل بدأ أولى خطواته لتحقيق حلمه بالانضمام لفرق الناشئين بنادي روت ويس إيسن بضواحي مدينة غيلسنكيرشن، الذي تألق فيه لينتقل عام 2005 إلى نادي شالكه، ولكنه تعرض للعديد من المشاكل مع إدارة النادي، مما أدى إلى انتقاله إلى نادي فيردر بريمن عام 2008 ليحقق انطلاقته الكبرى في عالم نجوم الساحرة المستديرة.
اكتملت موهبه أوزيل كلاعب وسط صانع للألعاب مع شالكه، وشارك معه في 71 مباراة سجل خلالها 13 هدفا، وقاد الفريق لنهائي الدوري الأوروبي الذي خسره بصعوبة، كما انضم خلال هذه الفترة للمنتخب الألماني للشباب في أول خطوة نحو مجده الدولي.
شارك أوزيل مع المنتخب في 11 مباراة وسجل 4 أهداف، وانتقل إلى منتخب تحت 21 عاما وفاز معه بلقب بطولة أوروبا تحت 21 سنة بعد تسجيله أحد أهدافه الأربعة في مرمى منتخب إنجلترا في المباراة النهائية.
فرض نفسه على المنتخب الأول وتألق معه في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ورشح للقب أفضل لاعب بالمونديال، ليتعاقد معه نادي ريال مدريد الإسباني في أغسطس/آب 2010، وساهم بأول مواسمه في تتويجه بكأس ملك إسبانيا ضد الغريم التقليدي برشلونة على ملعب ميستايا.
رغم انتقاله من ريال مدريد إلى أرسنال عام 2013، فإن أوزيل وصل إلى ذروة نجوميته في مونديال 2014 بالبرازيل وساهم في تتويج الماكينات الألمانية بلقبه بعد هزيمة تاريخية لمنتخب السامبا 7-1 في نصف نهائي البطولة.
عام 2018، كان صعباً للغاية بالنسبة لمسعود أوزيل، وبالأخص بعد خروج المنتخب الألماني مبكرا من مونديال روسيا، حيث تعرض الرياضي ذو الأصول التركية، لهجوم كبير وصل إلى حد وصفه بالمهاجر وليس الألماني الحقيقي، وكذلك بعد لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتقاط صورة معه.
بدوره، رفض أوزيل الإهانة وأعلن الاعتزال الدولي بعد أن هاجم العنصرية التي عانى منها رغم مساهمته في صنع التاريخ الكروي لألمانيا، وحنّ لأصوله التركية فتزوج من ملكة جمال تركيا السابقة أمينة غولشن، وحضر الرئيس أردوغان حفل زفافه وكان شاهدا على عقد زواجه.
أطلق أوزيل مبادرة إنسانية برفضه الإنفاق ببذخ على زواجه، مفضلا توجيه الأموال للتكفل بإجراء عمليات جراحية لألف طفل فقير حول العالم، كما أطعم آلاف اللاجئين السوريين احتفالا بزواجه.
كما ساهم أوزيل بشكل فعال في المشاريع الإنسانية عندما أطلق مبادرة في مونديال البرازيل لعلاج الأطفال الفقراء هناك، كما أنه دائم التبرع للاجئين السوريين وقام بزيارتهم في الأردن والتقاط الصور معهم أثناء مشاركتهم بمباراة لكرة القدم.
ومؤخراً، نشر أوزير بيانا عبر حسابه على "تويتر"، تحت عنوان "تركستان الشرقية.. الجرح النازف للأمة الإسلامية".
وقال اللاعب المسلم "العالم الإسلامي غارق في الصمت، في وقت يسلط الإعلام الغربي الضوء على الانتهاكات في تركستان الشرقية"، مندداً بممارسة الصين ضغوطا لإبعاد مسلمي الإيغور عن دينهم بشكل قسري.
ولقيت هذه الخطوة من قبل أوزيل، إشادة واسعة من قبل العديد من الرياضيين والساسة حول العالم، وبالأخص في تركيا، بينما قابلتها الصين بحظر بث مباراة آرسنال ومانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي، في تلك الفترة، وإزالة شخصية أوزيل من الألعاب الرياضية الرقمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!