محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما كانت جميع مؤسسات الدولة في تركيا، وخصوصًا المواقف الحاسمة والواعية تجاه تفشي وباء كورورنا، تحظى بإشادة كافة أطياف المجتمع، تسبب تصرفان خاطئان بإثارة انتقادات واسعة ومحقة.
مناقصة في غير وقتها
التصرف الخاطئ الأول كان طرح مناقصة قناة إسطنبول المائية في هذا الوقت، وكأن كافة المشاكل تم حلها، وكل الأمور تسير على خير ما يرام.
بينما تغلق المحلات التجارية وتطلب السلطات من الناس التزام منازلهم، وتضع قيودًا على السفر بين المدن، وبينما تخصص الحكومة كتدبير مسبق موردًا بقيمة 100 مليار ليرة حتى تتمكن الشركات من الخروج من الضائقة الاقتصادية، ألا يعني طرح مناقصة "قناة إسطنبول المائية" على الأقل عدم إدراك ماهية قضايا الساعة؟
عزل الوزير
بالنتيجة، أقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عزل وزير النقل والبنى التحتية محمد جاهد طورهان، وعين مكانه مساعد الوزير عادل قره إسماعيل أوغلو.
لم يعلن أردوغان عن سبب عزل طورهان. لكن بحسب ما هو متداول على نطاق واسع فإن السبب هو مناقصة "قناة إسطنبول المائية"، التي لم تأتِ في وقتها ولا محلها.
صلاة جمعة خاصة في المجمع الرئاسي
أما التصرف الخاطئ الآخر، فجاء على يد رئيس الشؤون الدينية البروفيسور علي أرباش، الذي أدى صلاة الجمعة في الهواء الطلق مع بضعة أشخاص في المسجد الكائن بالمجمع الرئاسي.
بينما اضطر المجتمع بأسره للتخلي عن صلاة الجمعة، وحتى صدر حظر بشأن دخول المساجد، أي عقل أو منطق أو وجدان يقبل إقامة صلاة جمعة يشارك فيها مدعوون مميزون؟
من المسؤول؟
بطبيعة الحال، هذا ما شكل فرصة لا تفوت بالنسبة لمن يعتبرون استهداف الرئيس التركي "شطارة"، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكأن أردوغان هو من دعا إلى إقامة صلاة الجمعة المفتوحة للمدعوين المميزين، في حين أن الرئيس التركي لم يسمع بها إلا بعد أدائها.
تسبب هذان التصرفان الخاطئان بتعليقات سلبية في الوقت الذي يجري فيه الإقدام على خطوات حاسمة في جميع القضايا، وخصوصًا حماية مواطنينا في مواجهة فيروس كورونا.
يجب أن يكون لهذين التصرفين دور منبه من أجل عدم تكرار ارتكاب مثل هذه الهفوات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس