ترك برس
كشف وزير الصحة التركية، فخر الدين قوجة، عن سبب تقلّص أعداد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، مرجعاً ذلك إلى آلية "فيلياسيون" في تحديد الإصابات، بدلاً من المسح الشامل المعتمد في أغلب بلدان العالم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، عقب مشاركته في اجتماع المجلس العلمي التركي الخاص بكورونا، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".
وأشار الوزير التركي إلى اعتماد بلاده على نظام فريد في مواجهة كورونا، تختلف به عن كثير من الدول.
وأوضح أن هذا النظام يعتمد على تطبيق طريقة البحث عن مصدر العدوى (فيلياسيون) وليس المسح الشامل المتبع في معظم الدول، مبيناً أن هذا النظام الطبي يراقب أكثر من ربع مليون شخص في البلاد.
وأوضح قوجة أن فيلياسيون "Filyasyon" هو مصطلح طبي يعني عملية مسح سلسلة الأشخاص المحتمل إصابتهم بمرض معد ما، وفقاً لما نقلته "الأناضول."
وأشار إلى أن عدد الإصابات بالفيروس يزداد في معظم الدول، وأن الطرق الوقائية تتشابه بشكل عام، لكنها في الوقت ذاته تختلف حسب ظروف كل دولة، لافتا إلى أن أعداد المصابين والوفيات المعلنة تعتبر موضع شك في الكثير من الدول، مبيناً أن تركيا تتعامل بكامل الشفافية فيما يتعلق بإعلان الإحصائيات.
وقال "إن الولايات المتحدة سجّلت أعلى معدل إصابات أسبوعي في الأسبوع الـ11، وإسبانيا في التاسع، وإيطاليا في الثامن، وكلا من ألمانيا وفرنسا في العاشر، والصين في السابع، في حين سجلت تركيا أكثر عدد إصابات في الأسبوع الرابع، ثم بدأت وتيرة الزيادة بالتراجع".
وتابع: "لقد بدأنا في السيطرة على سرعة انتشار الفيروس بفضل عملية الفيلياسيون المكثفة التي اتبعناها، والتي ساهمت في تدني أعداد المصابين بهذا الشكل المبكر، وليست هناك دولة طبقت الطريقة بهذا الشكل مثل تركيا".
وأوضح "اتبعنا هذه الطريقة تجاه كل مصاب منذ تحديد أول إصابة بتاريخ 11 مارس/ آذار، حيث بدأنا بمسح الأشخاص الذين خالطوا المصابين في آخر 3 أيام".
وأكد على أن هذه العملية تحتاج الدقة والسرعة الكبيرتين، معربا عن افتخاره بأداء الكوادر المسؤولة عنها.
ولفت إلى أن هذه الآلية تتضمن الوصول إلى الأشخاص المحتمل إصابتهم بالعدوى، وإجراء الفحوصات لهم، وإخضاعهم للعزل، ومن ثم البدء بمرحلة معالجتهم.
وأوضح أن هناك انتقادات مفادها "لماذا لا يتم إجراء الفحوصات على جميع المواطنين!!"، ورد الوزير بالقول "إن المسح العام ليس طريقة ناجعة أو منطقية للحصول على نتائج موثوقة، وهنا تبرز أهمية الفيلياسيون، حيث نتقدم من خلال التركيز على رصد الإصابات والحالات المشتبه فيها".
واستدرك "مع الأسف هناك الكثير من الدول التي تقوم بتحديد الإصابات فقط من خلال لجوء المصابين إلى المشافي إثر ظهور أعراض لديهم، بدلا من طريقة الفيلياسيون، بينما تقوم دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة، بالمسح العام على كافة مواطنيها".
ولفت إلى أن وتيرة زيادة أعداد الوفيات بكورونا في تركيا بدأت بالتراجع في الأسبوع الخامس، لتكون بذلك أول دولة حول العالم تحرز التراجع في هذا الخصوص".
وشدد على أن هذه المعطيات تعتبر دليلا ملموسا على مضي بلاده في الطريق الصحيح في مكافحة الفيروس، ونجاعة التدابير التي تتخذها في هذه الشأن.
وكشف عن أن الفرق المختصة بالبحث عن مصدر العدوى حددت حتى اليوم 261 ألفا و989 شخصا في سلسة الأشخاص المحتمل إصابتهم بالعدوى، حيث توصلت إلى 95.8 بالمئة منهم، وعددهم 251 ألف و28.
وأضاف أن فرق الفيلياسيون تتكون من 3 أشخاص هم طبيب، وممرض، ومساعد مرضى، يقومون خلال 48 ساعة من تشخيص إحدى الإصابات، بتحديد كافة الأشخاص الذين خالطوا المصاب، والذهاب إلى عناوينهم، وإجراء الفحوصات اللازمة لهم.
وتابع قائلا أن "التشخيص المبكر يساهم في الحد من تفشي الفيروس، وإنقاذ حياة الأشخاص المصنفين في الفئة المعرضة للخطر، مثل المسنين وذوي الأمراض المزمنة".
ولفت إلى أن عملية الفيلياسيون تُطبق في عموم الولايات التركية، وفي إسطنبول وحدها ألف و200 فريق، وأن عدد فرق الفيلياسيون في عموم البلاد يبلغ 4 آلاف و600 فريق.
وحتى مساء أمس الثلاثاء، بلغت إصابات كورونا في تركيا، 65 ألفا و111، والوفيات 1403، فيما تعافى 4 آلاف و799 مصاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!