ترك برس
تبرع المواطن التركي تشاغلار تشولاك البالغ من العمر 27 عامًا، ويقيم في ولاية أنطاليا، ببلازما الدم المناعية بعد شفائه من مرض "كوفيد 19" الذي يتسبب به فيروس كورونا المستجد.
وبعد تبرع تشاغلار بأيام، تبرعت أول طبيبة تركية شفيت من المرض في مستشفى أتاتورك للأبحاث والتعليم التابع لجامعة كاتب شلبي بمدينة إزمير ببلازما الدم المناعية.
وقد صرح مدير جمع الدم التابع لمركز الهلال الأحمر التركي في منطقة إيجة غوكاي غوك بأن أي شخص يتراوح عمره بين 18 و60 عامًا أصيب بمرض "كوفيد 19" وتبين شفاؤه بحصوله على نتيجة سلبية لآخر فحصين في مؤسسات الرعاية الصحية المعتمدة، يمكنه التبرع بالبلازما.
وتستخدم البلازما المناعية لزيادة مناعة المصابين بالمرض من ذوي المناعة الضعيفة الموجودين في أقسام العناية المركزة بالمشافي، وتؤخذ من دم شخص تعافى من عدوى فيروسية، وتنقل إلى مريض مصاب حديثا، حيث تكون غنية بالأجسام المضادة خاصة ضد الفيروس.
وأشار غوك إلى أن عمليات التبرع تجرى في جميع وحدات جمع الدم التابعة للهلال الأحمر التركي داخل وحدة منفردة، وتنتهي عملية التبرع في غضون 50 دقيقة يجمع خلالها ما يعادل 450 مليلتر من البلازما من ذراع واحدة بإبرة واحدة، وتُقسم البلازما المُستلمة في كيسين بمركز الدم لتستخدم لمريضين اثنين في العناية المركزة.
يعمل تشولاك في قطاع السياحة، وهو مقيم في ولاية أنطاليا، وقد أصيب بالعدوى في أثناء عمله الذي يلتقي فيه بزبائن أجانب، لكنه لا يذكر كيف أصيب بالفيروس رغم التزامه بارتداء القفازات والكمامات واستخدامه المعقمات وحرصه على أن لا يحصل تماس بينه وبين الآخرين، ولم يكن يخرج إلا لعمله ثم يعود إلى منزله.
وعن الأعراض التي شعر بها في بداية المرض، قال تشولاك: "ذهبت إلى المستشفى بعد شعوري بصداع شديد، فأعطوني إبرةً ومسكنًا للألم، ثم عدت إلى منزلي، وساءت حالتي جدا بعد يومين، فذهبت إلى المستشفى مرة ثانية، وشخصت حالتي بأنني مصاب بالوباء، ولم أكن أتوقع ذلك".
وأضاف: "تلقيت قسم من العلاج في المستشفى الخاص ثم خرجت إلى منزلي بعد إذن خاص بعزل نفسي في غرفتي. لا يفرق هذا المرض بين شاب ومسن، وهو يمر ثقيلا جدا. كان ينقطع نفسي لثانيتين بعد السعال، وقررت من كل قلبي بعد أن أتعافى التبرع بالبلازما لإنقاذ مريض آخر".
عانى تشولاك من ارتفاع في درجة حرارته التي وصلت إلى 40 درجة، وتلقى علاجه في مستشفى خاص، ثم أكمل علاجه بعزل نفسه عن عائلته في غرفة بمنزله، واستخدم حمامًا ومغسلة منفصلين عن عائلته، وكانت تترك له زوجته الطعام الموضوع في أوعية تستخدم لمرة واحدة فقط على باب غرفته، فيأخذه مرتديا قفازات وكمامة.
واعتمد غذائه خلال فترة عزلته على الخضار وفيتامين "سي"، وكان يتحدث إلى ابنتيه، سيمال ذات العام ونصف، وأيلا ذات الأربعين يومًا بمكالمة الفيديو، ورغم أن سيمال كانت تطرق على باب غرفته بإصرار إلا أنه لم يفتح لها الباب حرصا على صحة عائلته.
وبعد شفائه تقدم بطلب إلى الهلال الأحمر التركي للتبرع بالبلازما، وتبرع في مستشفى بجامعة أكدينيز لمريضة في العناية المركزة تبلغ من العمر 78 عاما، بعد إجرائه فحصا مخبريا بالبلازما.
كانت اللحظات الأولى لالتقاء الوالد تشاغلار بابنته عاطفية، بالرغم من أنه يعيش معها في نفس المنزل إلا أنه لم يلتقي بها وجها لوجه، حرصا منه على سلامتها، وكان يشاهد ابنتيه سيمال وأيلا بمكالمة الفيديو، ويشتاق إليهما.
وذكرت بيرنا تشولاك زوجة تشاغلار، خوفها بعد تشخيص إصابة زوجها بالفيروس ونضالها معه للتغلب على المرض بتتبع التدابير اللازمة لمكافحته ومنع تفشيه، مشيرة إلى الصعوبات التي مروا بها خلال فترة مرضه، وقالت: "إنه مرض قاتل، قلقت جدا على حياة زوجي، فمنذ لحظة عودته إلى المنزل خصصت له غرفة منفصلة، وحماما منفصلا، ومغسلة منفصلة".
وتابعت قائلة: "لم لكن يخرج أبدا من غرفته. لقد كانت حياتنا عبارة عن سجن رسمي. ابنتي سيمال مولعة بوالدها وكانت تطرق باب غرفته باستمرار ليفتح لها الباب وتنتظر أمام الباب. يتقطع قلب الإنسان من ذلك لكن ما باليد حيلة، كان علينا الانتظار، والحمد لله تجاوزنا هذه المحنة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!