ترك برس
أصدر معهد "القدس للاستراتيجية والأمن" الإسرائيلي تقريرا عن تأثير جائحة كورونا في دول الشرق الأوسط ومستقبلها، رأى فيه أن كورونا لم يحدث تغييرا في السياسة الخارجية التركية، إذ واصلت تركيا عمليات التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وعززت تدخلها في الحرب الأهلية الليبية.
ووفقا للتقرير، فإن أبعاد وباء كورونا في الشرق الأوسط لم تتضح بعد، ومن الصعب الحصول على البيانات الحقيقية لعدة أسباب، منها أن هناك دولا لا تمتلك بيانات حقيقية، وهناك صعوبات في تحديد المرضى والناقلين، وبعض البلدان في المنطقة لا تشعر بالالتزام بنشر بيانات الحقيقية، لأنه قد يضر بشرعية الحكام.
وأضاف أن قرارات حكومات الشرق الأوسط في الحرب على وباء كورونا تظهر اختلافات في القدرات الإدارية، والبنية التحتية الطبية، وترجيح القيم والتفضيلات السياسية.
وأشار إلى أن للوباء آثار قصيرة وطويلة المدى. فعلى المدى القصير، تركز جميع الأنشطة على بقاء النظم القائمة والحد من الأضرار البشرية والاقتصادية.
ورأى أن "فشل بعض الأنظمة في التعامل مع الفيروس، والأسوأ من ذلك، الحقائق الاقتصادية القاسية في الدول العربية، مثل مصر التي تواجه انهيار قطاع السياحة المهم، سيؤدي إلى تشجيع الإسلاميين على العودة إلى الساحة السياسية ومحاولة تقويض الاستقرار".
وفي مجال العلاقات الخارجية والأمن، لم يغير وباء كورونا كثيرًا، وظلت الاتجاهات التي كانت موجودة في المنطقة قبل اندلاع الأزمة سليمة، بما في ذلك تخريب إيران لبلدان المنطقة وتسريع المشروع النووي، بالإضافة إلى استفزازات تركيا في البحر المتوسط ومشاركتها في الحرب الأهلية الليبية.
وفي الوقت نفسه، فإن التوقعات بحدوث تغييرات كبيرة بعد فيروس كورونا في ميزان القوى في المنطقة ليس لديها ما تعتمد عليه، بحسب التقرير.
لكنه يستدرك بالقول إن من المؤكد أن كورونا لها تأثير على القدرات الحالية للوحدات السياسية في المنطقة، ولكن لا يوجد أي انطباع عن دوافع وطاقات اللاعبين الرئيسيين.
ورأى التقرير أن الانتعاش الاقتصادي لبلدان الشرق الأوسط يعتمد اعتمادا رئيسيا بشكل على اتجاهات الاقتصاد العالمي التي ما تزال غير واضحة. ماذا سيكون مصير أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين؟ هل ستعود الصين قريبًا لشراء النفط من الخليج كما كان قبل تفشي الوباء، ومن ثم استعادة سعره ودفع سلسلة التوريد العالمية إلى إنتاج العديد من المنتجات؟ متى ستعود السوق الأمريكية لشراء سلع من جميع أنحاء العالم؟
واعتبر أن ذلك هو مفتاح الخروج من الأزمة الاقتصادية، ولكن اعتماد كل دولة في المنطقة لسياسات اقتصادية مناسبة سيكون له تأثير في رفاهية الدولة في المستقبل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!