برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
أصبح مستقبل التحالفات السياسية محل نقاش، عقب تصريح زعيمة الحزب الجيد مرال أقشنر بأنها تضع "حزب الشعوب الديمقراطي إلى جانب بي كي كي".
فتحت أقشنر لنفسها بهذا التصريح مجالًا للمناورة، وأشارت أن حزب الشعوب الديمقراطي لا ينأى بنفسه عن إرهاب "بي كي كي". وفي الوقت ذاته أحيت مجددًا النقاش حول ما إذا كانت تركيا ستشهد ولادة تحالف سياسي ثالث.
أقول "أحيت مجددًا"، لأن زعيم حزب السعادة تمل قره مولا أوغلو يعتقد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بظهور تحالفات جديدة.
وقال قره مولا أوغلو، عقب النقاش الأخير، إن "تحالف الأمة" هو تحالف انتخابي اضطراري، وإن تحالفات جديدة قد تظهر مع اقتراب الانتخابات.
أعتقد أن من الصعب ظهور تحالفات جديدة إذا استمرت المساعي بين الأحزاب التي تضع نفسها في مواجهة "تحالف الجمهور".
يتحدث حزبا الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي عن "تحالف الديمقراطية"، لكن بقية أحزاب المعارضة لا تريد مناقشة مساوئ الانضمام لهذا الثنائي، وخصوصًا الشعوب الديمقراطي، منذ الآن.
بينما تتواصل مكافحة تركيا لـ"بي كي كي" في الداخل والخارج، يستمر الخلاف بين اليساريين والقوميين الأكراد داخل حزب الشعوب الديمقراطي.
ليس من المنتظر أن يتبع حزب الشعوب الديمقراطي، الذي لم يستطع التخلص من التبعية لقيادات بي كي كي"، سياسة تخرجه من ظل التنظيم.
أما حزب الشعب الجمهوري، الذي يدعوه حزب الشعوب الديمقراطي إلى تبني "المسألة الكردية"، فمن الصعب أن يمضي قدمًا في شرعنة هذا الحزب أكثر.
طبيعة التحالفين السياسيين
هناك اختلاف جوهري بين التحالفين القائمين حاليًّا "الجمهور" و"الأمة". فالأول عبارة عن اتحاد يهدف لحماية تركيا، وليس مقتصرًا على الانتخابات.
في حين أن تحالف الأمة ذو هيكل مهلهل، وينشط أكثر في فترة الانتخابات. كما أنه يضم أحزابًا متناقضة الإيديولوجيات لا يجمعها سوى مناهضة أردوغان والرغبة بالعودة إلى النظام البرلماني.
التساؤلات المطروحة الآن هي: مع حملتها الأخيرة، هل تؤسس أقشنر تحالفًا ثالثًا مع أحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم"؟ وهل يعني تشكيل هذا التحالف الانفصال عن تحالف الأمة؟ وهل يمكن للأحزاب الأربعة المذكورة تقديم خطاب مشترك جديد ومميز؟ وما الذي سيدعو زعماء أحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" للدخول تحت ظل أقشنر قبل فترة الانتخابات؟
مهما كانت صيغة التحالف الثالث، من الواضح أنه سيكون لصالح الحزب الجيد. فهو يمنح أقشنر إمكانية لعب دور "المرشح المشترك للانتخابات الرئاسية"، بعد أن عززت قدراتها على المساومة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس