ترك برس
شدّد خبراء ومحللون على أهمية الدعم الذي قدمته تركيا من الناحية العسكرية للحكومة الليبية في السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية وتحريرها من ميليشيات خليفة حفتر.
والإثنين، سيطر الجيش الليبي على قاعدة "الوطية" التي تعد آخر تمركز عسكري مهم تملكه مليشيات حفتر في المنطقة الممتدة من غرب طرابلس إلى الحدود التونسية، ما يمثل انتصارا استراتيجيا مهما بالمنطقة الغربية.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرتي تفاهم مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
المحلل السياسي الليبي أسعد الشرتاع، قال إن الدعم التركي لحكومة الوفاق لم يتوقف، وكان أحد أهم أسباب التقدم والسيطرة على قاعدة الوطية الجوية، والهدف هو عملية تحرير شاملة وليس عمليات تحرير نوعية لبعض الأماكن.
ولفت الشرتاع خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة، إلى أن الجهود التركية العسكرية والدبلوماسية هي التي رجحت كفة ميزان حكومة الوفاق.
وأضاف أن تركيا أقنعت حلف الناتو بأخذ موقف مغاير من الأحداث في ليبيا، وحكومة الوفاق ستتوجه إلى مجلس الأمن ومعها أدلة على خرق العديد من الدول قرارات مجلس الأمن بشأن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
وتابع أن الحوار يجب أن يتم مع شخصيات لم تتورط في دماء الليبيين كما تورط حفتر، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع عقيلة صالح كونه رئيس البرلمان المعترف به دوليا.
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شمال تكساس إبراهيم هيبة إن مواقف كل الدول الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر تتغير، وبدأت إعلان دعمها لحكومة الوفاق الليبية.
وأكّد أن تصريحات حلف الناتو -التي أيد فيها الحل السياسي- لا تعني شيئا في الوقت الحالي، والانقسام الإقليمي حول ليبيا مستمر، وخسارة حفتر قاعدة الوطية لا يعني خسارة الحرب.
وأضاف أن السيطرة اليوم على قاعدة الوطية يحسن شروط التفاوض لدى حكومة الوفاق، "والظاهر حتى الآن أن حفتر لم يبدد نواياه في السيطرة على كل ليبيا، الأمر الذي يصعب الوصول إلى حل سياسي قريب، والأمر ذاته ينعكس على حلفاء حفتر الذين يريدون مواصلة الحرب.
وتابع أن الصراع في ليبيا هو صراع صفري، لأن كل الأطراف ترى فيه مسألة حياة أو موت، ولا يوجد طرف دولي نزيه لجمع الأطراف الليبية على طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي، "ولن يتمكن أي طرف من حسم الأمر لصالحه".
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون محمد هنيد أن لحسم على الأرض لصالح حكومة الوفاق، وأن مشروع عودة حاكم عسكري دكتاتوري في ليبيا قد فشل.
وقال إن عملية السيطرة على قاعدة الوطية كانت ناجحة، ولم يسقط بها مدنيون، كما أن تركيا لعبت دورا مهما في هذه العملية وهذا التقدم العسكري لحكومة الوفاق.
وأردف: "كما أن السيطرة على قاعدة الوطية أجبرت العديد من الدول على تغيير موقفها، لأنها انتهكت قرارات حظر السلاح إلى ليبيا، وهو ما سيعرضها للمساءلة الدولية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!