كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
يشرف دبلوماسيون أمريكيون وفرنسيون على اجتماعات تضم تنظيم "بي كي كي/ ي ب ك" الإرهابي والمجلس الوطني الكردي السوري، في قواعد عسكرية بالحسكة ورميلان.
ترد أنباء عن التوصل إلى "اتفاق" حول بعض البنود في هذه الاجتماعات الرامية لدمج الأحزاب الكردية في سوريا مع تنظيم "ي ب ك".
البنود التي يمليها الدبلوماسيون الأمريكيون والفرنسيون هي أن يطلب الأكراد بالإجماع في الاجتماعات والمفاوضات الدولية بـ"دولة فيدرالية في سوريا الجديدة"، وأن "يتمتع شمال سوريا بحقوق دستوية منفصلة عن بقية البلد"، و"تشكيل حكومة إقليمية تمثل الأكراد" في المنطقة.
غاية الولايات المتحدة وفرنسا هي مشاركة "وفد كردي" واحد في المفاوضات الدولية حول سوريا. لكن تنظيم "ي ب ك" لا يملك بمفرده شرعية تمثيل الأكراد.
ورغم تغيير اسم التنظيم إلى "قسد" باقتراح أمريكي، إلا أن حقيقة كونه ذراع لـ "بي كي كي" لم تتغير. وفي المرحلة الحالية أصبحت حاجة "بي كي كي" ماسة إلى المجلس الوطني الكردي، رغم أنه عمل على تصفيته بالعنف والاغتيالات منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.
ولعل من المفيد التذكير بأن "ي ب ك" هجّر 250 ألف كردي من المقربين من المجلس الوطني إلى شمال العراق، فيما لجأ 300 ألف آخرون إلى تركيا هربًا من بطشه.
مهدت الولايات المتحدة وفرنسا في بدايات الحرب السورية لهذا التهجير حتى يسيطر التنظيم الإرهابي بمفرده على شمال سوريا، لكن هذا التفرد بالسيطرة ليس كافٍ اليوم لإنقاذ التنظيم في عملية تشكيل سوريا الجديدة.
ولهذا تسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى إضفاء الشرعية على "ي ب ك" وإكسابه حق التمثيل في المجمع الدولي من خلال ضم بقية الاحزاب والتنظيمات الكردية إليه.
في هذا السياق يقول وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن بلاده تقيم حوارًا ممتازًا منذ الماضي مع المجلس الوطني الكردي، وإنه لفت نظر مسسؤولي المجلس الذين تباحث معهم إلى ضرورة عدم التقارب مع "ي ب ك".
ويؤكد تشاوش أوغلو أن تركيا لن تسمح لا بتأسيس دولة إرهابية ولا بشرعنة الإرهاب.
عامل آخر سيكون له دور مؤثر في موقف المجلس الوطني الكردي، وهو بارزاني. سيكون الموقف المشترك لتركيا وبارزاني ملزمًا للمجلس.
أما إن نوى بارزاني حفر حفرة لتركيا فستختلف الأمور عندها. لكن المشهد الحالي يشير إلى صعوبة خلق التأثير الذي ترغب به الولايات المتحدة وفرنسا في المنطقة.
على الأقل، لن يكون من السهل أبدًا تقسيم سوريا عبر "الفيدرالية"، وتأسيس "دولة إقليمية" لتنظيم "ي ب ك/ قسد" الإرهابي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس