ترك برس
قال تقرير للمحلل الاقتصادي، أليكس كيماني، نشره موقع "أويل برايس" الأمريكي إن تركيا ستكون السوق الرئيسية القادمة للغاز المسال الأمريكي رخيص الثمن، لافتا إلى توجه تركيا الأخير إلى تقليل وارداتها من الغاز الطبيعي من روسيا وإيران لرغبتها في الحصول على غاز رخيص.
وأشار كيماني في مستهل تقريره إلى أن أسعار الغاز الطبيعي التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات وسط فائض كبير، جاءت في أسوأ وقت لصناعة الغاز الطبيعي المسال الأمريكية المزدهرة، التي شهدت نموًا هائلًا على مدى العقد الماضي، وهو ما جعلها على أعتاب أن تصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم قبل قطر وأستراليا.
وأضاف أن الابتسامة قد تعود إلى منتجي الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بعد العثورعلى عميل رئيسي هي تركيا.
ويقول الكاتب إن واردات تركيا من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة تضاعفت ثلاث مرات خلال الربع الأول من العام الحالي لتصل إلى ما يقرب من مليون طن (48 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي) مع استمرار أنقرة في الابتعاد عن الغاز الطبيعي الروسي والإيراني.
تقليل الصادرات من روسيا وإيران
ويلفت كيماني إلى أن حصة غازبروم الروسية من واردات الغاز التركية انخفضت إلى ما دون 10٪ مقابل 33٪ خلال الفترة المماثلة من العام الماضي. ويوجه الخبراء أصابع الاتهام إلى النزاع السياسي الأخير بين أنقرة والكرملين في سوريا وليبيا على أنه مسؤول عن ذلك.
ولم تقتصر تركيا على خفض وارداتها من الغاز الروسي، يضيف المحلل، فقد أفادت هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا أن البلاد تلقت ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي من إيران خلال المدة الزمينة نفسها، بانخفاض 15٪ على أساس سنوي.
وأوضح أن أصل المشكلة يكمن في وجود خط أنابيب غاز طبيعي مكلف بحمل حوالي 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني إلى تركيا سنويًا وقد تعرض الخط لهجوم متكرر من تنظيم البي كي كي الذي أعلن مسؤوليته عن آخرالتفجيرات. كانت تركيا مترددة في القيام بأعمال إصلاح الأنابيب التالفة، بل إنها رفضت عرض إيران للمساعدة.
وينوه إلى أن تركيا زادت بشكل كبير وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من أذربيجان خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ تلقت 924.28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي الأذربيجاني في آذار/ مارس، وهو ما يعادل حوالي ربع وارداتها من الغاز الطبيعي لهذا الشهر.
فائدة مشتركة لتركيا والولايات المتحدة
ويقول المحلل إن زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية إلى تركيا بالتأكيد تطور مرحب به، وسيعود بالفائدة على كلا البلدين.
وأوضح أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت أن الولايات المتحدة صدّرت 2.836.327 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و1.819.386 قدمًا مكعبًا من الغاز الطبيعي المسال في 2019، مقارنة بـ 1.497.771 قدمًا مكعبة من الغاز الطبيعي و16.255 فقط من الغاز الطبيعي المسال في عام 2014.
وفي عام 2019 بلغت الصادرات إلى تركيا 30.075 مليون قدم مكعب ، وهو ما يمثل فقط 0.7 في المائة من إجمالي الصادرات.
لكنه يستدرك أن الحصة الحالية للصادرات التركيةالتي تقرب من 50 مليار قدم مكعب في الربع يعني أن تركيا من المقرر أن تصبح أكبر خمسة عملاء للغاز الطبيعي للولايات المتحدة بعد كندا والمكسيك وكوريا الجنوبية واليابان.
ويلفت إلى أنه بعيدا عن الجوانب السياسية، فإن أسعار الغاز الطبيعي المسال المنخفضة تقف وراء قرار تركيا التخلي عن روسيا وإيران. وتجاوزت واردات تركيا من الغاز الطبيعي المسال الآن مشتريات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب.
وأوضح أن الأسعار الفورية الآسيوية للغاز الطبيعي المسال انحفضت أخيرا إلى مستوى قياسي منخفض أقل من دولارين لكل مليون وحدة حرارية بسبب الطلب الباهت حيث استمرت الاقتصادات في جميع أنحاء العالم في الإغلاق.
وأضاف أن شركة الطاقة الحكومية الأذربيجانية سوكار أعلنت استعدادها لإعادة التفاوض على عقود استبدالها مع تركيا لتعكس الأسعار المنخفضة السائدة ، وهو أمر تماطل فيه غازبروم الروسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!