ترك برس
تابعت وسائل الإعلام عن كثب زيارة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، المفاجئة إلى محافظة إدلب السورية وسط مؤشرات متزايدة إلى تصعيد عسكري محتمل بالمنطقة.
ونشرت وزارة الداخلية التركية الأحد مشاهد عبر تويتر، لزيارة تفقدية قام بها الوزير صويلو، إلى إدلب للاطلاع على أوضاع النازحين السوريين والمشاريع الإغاثية.
وزار الوزير صويلو مكان منازل الطوب التي تشرف تركيا على تشييدها لإيواء النازحين السوريين في إدلب، والذين هربوا من قصف النظام وداعميه الروس والإيرانيين.
وكان صويلو، قام أواخر مايو/ أيار الماضي، بزيارة تفقدية إلى ريف محافظة حلب السورية للاطلاع على أوضاع المنطقة المحررة من الإرهاب في إطار عملية "درع الفرات".
وذكرت وسائل إعلام تركية أن رسالة الوزير صويلو كانت، أن بلاده تعتبر المأساة الإنسانية بإدلب قضية داخلية لها، وأنها لن تتخلى عن النازحين.
ولفتت إلى أن أن زيارة صويلو إلى إدلب لم تكن مخططة، وأن الأخير أبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان، أثناء جولته في المنطقة.
الباحث في الشأن التركي، طه عودة أوغلو، يرى أن الزيارة طرحت علامات استفهام حول توقيتها، على الرغم من صمود الهدنة التي أعقبت العملية العسكرية التي قام بها النظام السوري بدعم روسي للاستيلاء على أجزاء واسعة من ريف إدلب الجنوبي في شباط/ فبراير الماضي.
وأضاف عودة أوغلو في حديث لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، أن الزيارة تأتي في إطار القلق التركي من احتمال انهيار الهدنة في إدلب بالتزامن مع السباق التركي الروسي على الساحة الليبية.
وأشار إلى أنها رسالة واضحة من أنقرة (زيارة مسؤول تركي كبير)، لإدلب بأن أي تحرك من قبل النظام، سيتبعه رد من الجيش التركي، لا سيما أن أنقرة تقع حاليا تحت ضغط النازحين، الذين هجروا خلال الحملة الأخيرة للنظام، والذين وعدت أنقرة بإعادتهم إلى مناطقهم.
**نشر أنظمة للدفاع الجوي
وتثار التساؤلات بشأن التعزيزات التركية المتزايدة، ونشر أنظمة الدفاع الجوي مؤخرا، واحتمالية عودة التصعيد في إدلب من جديد. وبعثت إحدى نقاط الجيش التركي تطمينات للأهالي بعدم السماح بإعادة المنطقة إلى مربع التصعيد مجددا.
وأكد "المجلس المحلي لقرية كفرنوران" بريف حلب الغربي، حصوله على تطمينات تركية بعدم تقدم قوات النظام إلى القرية القريبة من خطوط الجبهات.
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي أبو ملحم الحلبي، وجود مخاوف من الأهالي من عودة التصعيد مجددا، وذلك على الرغم من التطمينات التركية. حسب "عربي 21".
وقبل يومين، كشفت مصادر محلية عن اجتماع وفد عسكري تركي مع فعاليات أهلية في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب.
المصادر أكدت أن الوفد العسكري التركي أبلغ الأهالي بأنه مستعد للانخراط المباشر في صد أي عملية هجومية قد تقوم بها قوات النظام في المنطقة.
ومن الواضح للباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد أن تركيا مصممة على عدم السماح بتقدم قوات النظام من جديد.
وأضاف أن تركيا لم تكتف بالضمانات التي حصلت عليها من الروس لوقف إطلاق النار، حيث لا زالت تعزز القدرات الدفاعية والهجومية لقواتها المنتشرة في شمال غرب سوريا، وذلك لردع النظام عن التهور.
وقال السعيد، إن كل ذلك، لا يعني حتمية عودة التصعيد، غير أن من الواضح أن الجولة الجديدة – إن حصلت- لن تكون كسابقاتها، لأنها ستشهد انخراطا تركيا مباشرا، وهذا ما تحاول تركيا وروسيا تفاديه.
أما الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام"، النقيب رشيد حوراني، فلم يستبعد نشوب مواجهة جديدة في إدلب.
وقال إن "روسيا تحاول تطويق الدور التركي الآخذ في التنامي والثبات والاعتراف به إقليميا ودوليا، خاصة بعد تمكن تركيا من لجم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المدعومة من روسيا".
كذلك، وبحسب حوراني، فإن روسيا تحاول إرسال رسالة لتركيا بإمكانية موسكو بدء المعركة قبل دخول قانون قيصر في 17 حزيران الجاري حيز التطبيق، ومن ثم خلط الأوراق من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!