حقي أوجال - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
كيف سيكون رد فعل بشار الأسد عندما يدخل قانون قيصر، وهو تشريع أمريكي جديد يفرض عقوبات جديدة، حيز التنفيذ هذا الأسبوع؟ يدعي مصممو العقوبات الأمريكية الجديدة أنهم لن يدمروا الاقتصاد السوري المحتضر بالفعل فحسب، بل سيدمرون أيضًا الداعم الرئيسي للنظام، إيران وحزب الله اللبناني أيضًا. سمي القانون الجديد باسم مصور عسكري سوري هرّب أدلة مروعة على التعذيب من أقبية الأسد في عام 2015.
على عكس العقوبات السابقة، يستهدف قانون قيصر أنصار الأسد في البنوك والأعمال والسياسة في العواصم المجاورة ودول الخليج وأوروبا التي حافظت على علاقات اقتصادية مع دمشق. وبدءا من 17 حزيران/ يونيو، سيخضع كل مسؤول يمول الأسد لحظر السفر، ويُمنع من الوصول إلى العاصمة ويواجه إجراءات أخرى بما في ذلك الاعتقال.
يستخدم 30٪ تقريبًا من السوريين حاليًا العملة التركية في معاملاتهم اليومية. هؤلاء اللاجئون في إدلب على وجه الخصوص ومساحة كبيرة شمال حلب يتحولون إلى الليرة التركية من الليرة السورية التي انخفضت قيمتها انحفاضا لا يصدق. في عام 2010، قبل عام من بدء الحرب الأهلية، كان الدولار يعادل 45 ليرة سورية، أما اليوم، فتحتاج إلى 5.130 ليرة سورية للحصول على دولار واحد. كان الموظف الحكومي المتوسط يكسب ما يقارب 8000 ليرة سورية، وكانت تعيش أسرة مكونة من أربعة أفراد على وجه مريح مقابل هذا المبلغ. اليوم مع 8000 ليرة هيمكنك شراء بطيخة متوسطة الحجم. يقدر موقع Expatistan.com على شبكة الإنترنت أن عائلة مكونة من أربعة أفراد تحتاج إلى 557.000 ليرة شهريًا للبقاء على قيد الحياة.
بعد 10 سنوات من الحرب الأهلية القاسية التي لقي فيها نصف مليون شخص حتفهم وفر 10 ملايين من البلاد، تعاني سوريا من أزمة اقتصادية. استنتج تشارلز ليستر، الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط، في مقاله في صحيفة بوليتيكو، أن الأسد يعاني بشدة في خضم الانهيار المالي لسوريا. ويوصي ليستر إلى أن الوقت قد حان للولايات المتحدة لقبول بشار الأسد، ويرى أن الولايات المتحدة لا تزال مهمة في المنطقة على الرغم من حقيقة أن "النفوذ الأمريكي في سوريا ربما عانى اتخاذ قرارات غير عقلانية وغير متوقعة من مكتب ترامب البيضاوي".
يواجه ليستر، مثل جميع المحافظين الجدد من أمثاله، صعوبة في إلقاء اللوم على جورج دبليو بوش أو باراك أوباما على كارثة أفغانستان والعراق وسوريا. دمر الأول هيكل السلطة القائم، ودفع القوات الأمريكية إلى تلك الأراضي، وأخرجها الأخير، مبشرا بإرهاب داعش. ولكن لم يكن دوني بوي المسكين هو من دمر موقف الولايات المتحدة "في المنطقة والعالم بأسره". لكن لم يضع. كل شيء. ووفقا لليستر، فإن الولايات المتحدة "لا تزال لديها فرصة لتشكيل النتيجة في سوريا... لأن ضعف الأسد الحالي يوفر فرصًا ذات مغزى أكثر مما رأيناه لبعض الوقت".
هذا إذا كنت مرتاحًا لمصافحة يدي الأسد الدموية في أثناء عملية المساومة.
ما يوصي به ليستر، في الواقع، هو الوصفة الإمبريالية التقليدية. وهذا يعني، وفق الحالة، أن السلطات الموجودة في واشنطن إما أن ترسل الفرسان أو حقيبة مليئة بالدولار. هذه المرة لا يمكن لسلاح الفرسان أو المشاة أن يلمسوا الأرض لأن حلفاء الأسد الروس والإيرانيين يحرسونه بشدة. يجب تنفيذ الخطة باء. بغض النظر عن كمية الدم التي تتساقط من تلك الأيدي، اذهب وصافح يدي الأسد وأخبره أنه لا يزال بإمكانه إنقاذ ديكتاتوريته إذا وافق على "شكل من أشكال تقاسم السلطة ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني...".
يعتقد ليستر أيضًا أنه "من خلال القنوات الخلفية مع موسكو والحوار مع أوروبا فإن هذه الخطة قابلة للتحقيق". إنه يقرّ بلغة هادئة بأن ذلك ليس كافيا، لكنه بداية جيدة.
لن يلحق قانون قيصر ضررا بالآليات غير القانونية التي وضعها الدكتاتوريون السوريون والإيرانيون خلال العقد الماضي. فالأسد وأبناء عمه في سوريا والملالي الإيرانيون في طهران وحزب الله اللبناني أيضا سيجدون طرقاً كثيرة للالتفاف على العقوبات الأمريكية. وسيعاني أكثر من 60٪ من السوريين في المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد.
بدلاً من أن تضغط الولايات المتحدة بركبتها على رقبة الشعب السوري، يجب عليها أن تضع يديها حول رقبة الأسد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس