ترك برس
شهدت مدينة "سوغوت" في ولاية "بيلاجيك" في الشمال الغربي لتركيا، قبل 700 عاما أحداثا تاريخية عظيمة، فقد زرعت فيها بذرة الإمبراطورية العثمانية التي تفرعت ليصل حكمها إلى ثلاث قارات في العالم. وقد أعد التلفزيون الحكومي التركي سلسلة مسلسلات للتعريف بالمنطقة وببداية تأسيس الدولة العثمانية، متمثلة بمسلسل قيامة أرطغرل والمؤسس عثمان، كما يقام حاليا في هضبة سوغوت مشروع مدينة قبائل "مشروع أوبا كنت" (Oba Kent)، حيث يخطط لإقامة 400 خيمة شعر، كما يتضمن المشروع التعريف بالألعاب العثمانية مثل ركوب الخيل، والرماية، ورمي السهام من على ظهر الخيل ولعبة المبارزة ذات الطبيعة الفريدة "ماتراك"، وبإمكان الزائره لعب هذه الألعاب وتعلمها.
كانت سوغوت عاصمة الإمبراطورية العثمانية الأولى ومركز انطلاقها وتوسعها حتى استمرت مدة ستة قرون في مساحة صارت اليوم دولًا عديدة في ثلاث قارات. وقد أصدرت ولاية بيلاجيك قرار تنفيذ "مشروع أوبا كنت" لما لها من أهمية تاريخية تعود إلى 700 عام.
ولإحياء الألعاب والرياضات العثمانية، احتوى المشروع على أبرز الألعاب مثل ركوب الخيل، رمي السهام من على ظهر الخيل، والرماية ومبارزة ماتراك، كما اشتمل على قاعة مؤتمرات ونقاط لبيع الهدايا التذكارية، ومناطق المدرج، وحدائق الهوايات، ومتحف، وهضبة المسلسلات والعديد من المرافق الأخرى.
يجري بناء "مشروع أوبا كنت" على سهل مسطح عند مدخل المنطقة، ويمثل خطة هيكلية لرؤية الغازي عثمان وشيخه المؤسس الروحي للدولة العثمانية "أديب علي"، ورمزها الشجرة الكبيرة "أولو تشينار".
سيتم تخصيص حوالي 40 خيمة من أصل 400 خيمة يتم إنشاؤها في المدينة، لإحياء هذا النسيج التاريخي في أذهان الزوار القادمين، حيث سيتمكن الزائر من رؤية نمط الحياة في تلك الفترة والتعايش معه.
وقد ذكر بلال شنتورك، والي بيلاجيك، في بيان له، أن "هذه الخيم ستعكس صورة من الماضي عن تلك الفترة على أرض سوغوت، التي بدأت منها أول شرارة انطلاق للإمبراطورية العثمانية، وشهدت هذه الأراضي على كل الفتوحات وعلى كل مواجهة إبان تلك الفترة التاريخية. وأُنتجت سلسلة مسلسلات للتعريف ببداية الدولة العثمانية. بدأنا بتنفيذ مشروعنا من منطلق رغبتنا بوضع بصمات مرئية على أرض الواقع".
أشار شنتورك إلى أن "مشروع أوبا كنت" هو "أحد المشاريع التي تعكس ماضي ثقافتنا على أرض الواقع. ينبغي على جميع المواطنين من أطراف تركيا الأربعة وخاصة شبابنا القدوم لزيارة المكان للاستمتاع بالعيش في هذه الأراضي الشاهدة على مرحلة تاريخية مهمة في دولتنا والتعرف على ثقافتها. يوفر لهم المشروع فرصة للتعرف على تاريخهم ومعرفة حقيقته مباشرة".
وتابع قائلا: "سيتمكن الزوار من عيش هذه اللحظات التاريخية... حرصنا على نقل المدينة التي كانت بمثابة العاصمة العثمانية الأولى إلى العالم بأكمله، ولا يكفي أن يعرف ذلك نظريا، لذلك أردنا توفير تجربة عملية من خلال المشروع. دعمنا المشروع بقسم العناصر المرئية الذي يمزج بتكامل بين الماضي والحاضر والمستقبل".
وقال شنتورك إن تصميم "أوبا كنت" كان على شكل وحدات سكنية: "يمكن أن تعيش كل ما يخص الفترة العثمانية هنا مثل كل أنواع الرياضة، واستخدام الدروع والسيوف، والأنشطة الإجتماعية الأخرى، وبفضل هذا المشروع نتوقع أن تنتعش المنطقة في اقتصاديا وسياحيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!