ترك برس
قالت صحيفة " هآرتس " إن اتفاقية التطبيع التي من المتوقع أن يتم توقيعها بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ستضع إسرائيل في محور الدول المتورطة عسكريًا وسياسيًا في الحروب والتحركات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ، ويضعها في مواجهة مباشرة مع تركيا.
وأوضحت الصحيفة في مقال لمحلل الشؤون الشرق الأوسط، تسفي برئيل،إن ما يقال إن الاتفاق يضع إسرائيل ضمن المحور الذي يقال إنه مناهض لإيران، غير دقيق ، لأن هذا المحور مناهض لتركيا أيضا.
وأضاف أن الإمارات تعمل مع مصر والسعودية وفرنسا وروسيا ضد تركيا وقطر في الساحة الليبية ، وتجدد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا الأسد ، وتخطط مع إسرائيل ومصر ولبنان لمد خط أنابيب لنقل الغاز من الحقول الإسرائيلية والمصرية والقبرصية واللبنانية إلى إيطاليا.
وأردف أن هذا المشروع الذي جُمد بسبب انخفاض أسعار الغاز وأزمة كورونا ، يهدف إلى المنافسة بل والإضرار بالمشروع التركي لنقل النفط والغاز من ليبيا إلى أوروبا ، بعد توقيع التحالف الاستراتيجي بين تركيا وليبيا.
ووفقا للمحلل الإسرائيلي ، فإن التوترات بين تركيا والإمارات ليست جديدة، وهناك الآن عداء شديد لدرجة أن سفير الإمارات في واشنطن ، يوسف العتيبة ، قال إن تركيا هي أخطر أعداء الدول العربية.
وأشار إلى أن تركيا التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين، على عكس الإمارات التي تعتبرهم عدواً ومنظمة إرهابية، تحاول الآن المشاركة في جهود إعادة إعمار لبنان ، وهو ما يثير مخاوف دول الخليج التي تخاف من سحب البساط منها بوصفها راعية للسنة في لبنان.
ولفت إلى أنه لم يكن غريبا أن رد أردوغان على الاتفاق بين إسرائيل والإمارات كان أكثر حدة من رد إيران التي اكتفت بالتنديد بالاتفاق ولم تهدد بقطع العلاقات، وذلك لأن إيران بحاجة إلى الإمارات كمحطة عبور للبضائع ، ولأنها تتضيف 3000 شركة إيرانية ، كثير منها يسيطر عليها الحرس الثوري.
وقال برئيل إن الفلسطينيين هم أكبر الخاسرين من الاتفاقية ، ولكن لا يمكنهم أن يزعموا أنهم فوجئوا أو تعرضوا للخيانة، لا، الجامعة العربية تجاهلت التزامها بتحويل حوالي 100 مليون دولار شهريًا إلى السلطة الفلسطينية ، وتحرير الضغط السياسي على إسرائيل من دول رائدة مثل مصر والسعودية ، والهدوء النسبي الذي انتقلت به السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بهضبة الجولان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!