ترك برس
تحت عنوان " لغز الطريقة التي ساعدت بها تركيا في تغيير حالة الحرب الأهلية في ليبيا" نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا لمحلل شؤون الشرق الأوسط سيث فرانتسمان، عن الانتصارات المتسارعة لحكومة الوفاق الوطني الشرعية وانسحاب قوات حفتر من مناطق شاسعة من غربي ليبيا.
ويستهل فرانستمان تحليله متسائلا: "كيف تمكن مقاتلو حكومة الوفاق الوطني الذين يظهرون في الصور رعاع مسلحون من دون زي رسمي، ويبدو أنهم يقضون وقتًا في التظاهر بالصور أكثر من القتال، من تغيير اتجاه الحرب فجأة؟
ويضيف أن القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر تخلت عن ترسانة من المعدات في أثناء انسحابها، شملت دبابات T-63، وطائرات مروجية من طراز Mi-35، وصواريخ كورنيت، وأسلحة مضادة للطائرات بدون طيار.
وأردف أن قوات حفتر كانت تحاول الاستيلاء على طرابلس لمدة ستة أشهر العام الماضي، لكن الأتراك أرسلوا طائرات بدون طيار وتعهدوا بإبعاد "أمير الحرب" حفتر. واستولت حكومة الوفاق الوطني على قاعدة الوطية الجوية ومطار طرابلس وترهونة وتتجه إلى الاستيلاء على سرت والمزيد من المدن الرئيسية والمناطق الاستراتيجية من حفتر، بما في ذلك الجفرة.
ويستطرد بالقول: يبقى اللغز الكبير سبب تبخر قوات حفتر فجأة من ساحة المعركة في ليبيا، والانسحاب من موقع تلو الآخر.
وللجواب عن ذلك ينقل فرانتسمان ما ذكرته صحيفة عرب نيوز من أن حفتر كان تحت ضغط دولي للتراجع مسافة 60 كيلومترا بعيدا عن العاصمة.
لكنه يتساءل كيف يصل الضغط الدولي فجأة إلى ليبيا بعد سنوات لم يهتم فيها المجتمع الدولي بصراع ليبيا؟ كما أن المهمة البحرية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في آذار/ مارس الماضي لفرض حظر على الأسلحة على الأطراف في ليبيا ليست سوى خيال، إذ استمرت الإمارات في إرسال الطائرات المحملة بالأسلحة إلى حفتر، وبالمثل فعلت تركيا.
ووفقا للمحلل الإسرائيلي، فإن تركيا استعملت من أجل كسر حفتر الوصفة التي استخدمتها في شرق سوريا. تبدأ تركيا أولًا بتعبئة وسائل إعلامها الموالية لتصنيف حفتر بأنه "إرهابي" و"أمير حرب" و"مؤيد للانقلاب".
وأضاف أنه من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني، أجبرت تركيا يد روسيا على إرسال المزيد من الطائرات الحربية إلى ليبيا لدعم حفتر. ثم قامت تركيا بتغذية قصص وسائل الإعلام الغربية حول تزويد النظام السوري وإيران لحفتر بالسلاح.
وواصل فرانتسمان بأن الهدف من كل هذا، حسب زعمه، هو تصوير حفتر كجزء من محور روسي إيراني جديد في ليبيا. كما أفادت التقارير المسربة عبر إسرائيل أن حفتر لديه صواريخ مضادة للدبابات من إيران.
وفي هذه المعادلة أصبح حفتر الخاسر المحتوم لأن افتقاره إلى اعتراف الأمم المتحدة يعني أنه وقواته رهائن لروسيا ودول أخرى. لم تعد الولايات المتحدة وأوروبا تقومان ببعثات حفظ سلام رئيسية أو تحاولان حل النزاعات، لذا فإن حرب ليبيا سوف تتوسط فيها موسكو وأنقرة.
ويقول الكاتب إن روسيا لا تمانع في الحفاظ على العملاء في مناطق مثل ليبيا أو شرق أوكرانيا، لكن روسيا تريد عملائها التابعين لموسكو تمامًا. مصر والإمارات ليست جيدة مثل تركيا في شن حرب بالوكالة. لقد فشلت الإمارات بالفعل إلى حد كبير في اليمن.
ويضيف أن الدور التركي المتزايد إلى زيادة التحالف بين مصر واليونان لموازنة رغبة تركيا في الاستيلاء على أجزاء من البحر الأبيض المتوسط للتنقيب عن الطاقة. لكن اليونان ومصر لم تظهرا استعدادهما لمواجهة تركيا، مثلما يعتبر حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على ليبيا خيالًا إلى حد كبير.
ويستبعد في ختام مقاله نجاح أي وقف إطلاق للنار بين الجانبين المتحاربين في ليبيا. يمكن لروسيا أن تحاول القيام بما قامت به في إدلب، بوساطة نوع من الدوريات المشتركة على الأرض. وقد تحاول روسيا أيضًا الحصول على صفقة لأجزاء من ليبيا مقابل أجزاء من إدلب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!