ترك برس
كشف التلفزيون التركي الرسمي "TRT" عن مسلسل تاريخي يبث قريباً، ويتناول تاريخ السلاجقة.
المسلسل الذي يحمل اسم "الصحوة.. السلاجقة العِظام"، يبدأ عرضه على شاشة القناة الأولى من شبكة قنوت "TRT" التركية، اعتباراً من 28 سبتمبر/أيلول الحالي.
وفي هذا الإطار، بثّ التلفزيون التركي، مقطعاً ترويجياً للمسلسل التاريخي المذكور، حيث يضم كوكبةً من النجوم المشهورين.
من أبرز شخصيات المسلسل، الممثل التركي غوركان أويجون المعروف عربياً بـ "مماتي" كما كان يسمّى في مسلسل وادي الذئاب، ومراد غريب آغا أوغلو الذي جسد دور "سعد الدين كوباك" في مسلسل "قيامة أرطغرل" الشهير.
وفي معرض تعليقه على الأمر، غرّد المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في شبكة قنوات "TRT"، إبراهيم أران، عبر حسابه على تويتر، قائلاً: بانتظاركم.
وأرفق أران تغريدته بالمقطع الترويجي للمسلسل التاريخي، ورابط حسابه الرسمي على تويتر.
https://twitter.com/ibrahimeren/status/1301589020238110721
ومن المقرر أن يجسّد الممثل الشهير غوركان أويجون، دور حسن صبّاح، زعيم ما يُعرف في التاريخ بـ "الحشاشون"، تلك الجماعة الدينية التي تنتمي للطائفة الإسماعيلية (إحدى أذرع المذهب الشيعي الباطني)، وقد عُرفت هذه الفرقة على مدار التاريخ الإسلامي بالأساطير التي نُسجت حولها، واشتهرت بالاغتيالات التي قامت بها تجاه شخصيات شهيرة.
وحسن الصَّبّاح مؤسس فرقة الحشاشين ومن اختار اتخاذ "قلعة ألموت" مُستقراً لهم، وهو يُعرف أيضاً باسم "شيخ الجبل".
ومن أشهر الاغتيالات التي نفذها الحشاشون، اغتيال الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي، وهي العملية التي كانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، منهم كونراد الأول ملك القدس، ومودود بن التونتكين أمير الموصل، وأحمد بن إبراهيم الكردي، وقاضي أصفهان الشرعي عبيد الله الخطيب، والخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله، الذي أسقطوه من فرسه وطعنوه عدة طعنات، كذلك اغتيال الخليفة العباسي المُسترشد.
وبحسب المؤرخين، فإنه كان لظهور الأتراك السلاجقة على مسرح الأحداث في المشرق العربي الاسلامي، أثر كبير في تغيير الأوضاع السياسية في تلك المنطقة التي كانت تتنازعها الخلافة العباسية "السنيّة" من جهة، والدولة الفاطمية "الشيعية" من جهة ثانية.
وقد أسس السلاجقة دولة كبرى ظهرت في القرن الخامس للهجرة (الحادي عشر الميلادي)، لتشمل خراسان وماوراء النهر وإيران والعراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى. وكانت الري في إيران ثم بغداد في العراق مقر السلطنة السلجوقية، بينما قامت دويلات سلجوقية في خراسان ومارواء النهر (كرمان) وبلاد الشام (سلاجقة الشام) وآسيا الصغرى سلاجقة الروم، وكانت تتبع السلطان السلجوقي في إيران والعراق.
وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد، ونصروا مذهبها السنّي، بعد أن أوشكت على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي (الفاطمي) في مصر والشام. فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تمامًا، وتصدوا لأخطار الدولة العبيدية (الفاطمية) في شمال أفريقيا. حيث استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية في عقر دار الخلافة بغداد في عام 447هـ، وأن يقضي على الفتن، وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبا عبد الله الجلاب لغلوه واستباحته دماء المسلمين السنة.
واستطاع الأتراك السلاجقة أن ينقذوا العالم العربي والإسلامي من أخطار داخلية وخارجية أحدقت به، وعملوا على تتريك الأناضول ونشروا الإسلام فيه، فكانوا سببًا في نقل الحضارة الإسلامية إلى مناطق جديدة كانوا تعتبر داخل الإمبراطورية البيزنطية، وأسقطوا الخط الدفاعي الذي كان يحمي أوروبا وأن ينبوا شخصية الدولة الإسلامية التي حمل رايتها آل عثمان بانتصاراتهم وفتوحاتهم التي وصلت أطراف بلاد الجرمان والممالك الإيطالية وبلاد روسيا، بحسب ما يذكره المؤرخ الليبي، الدكتور علي الصلابي.
جدير بالذكر أن مسلسل السلاجقة المزمع عرضه على شاشة التلفزيون التركي، يأتي ضمن سلسلة مسلسلات تاريخية عرضتها شاشة القناة نفسها، وحظيت بمتابعة تركية وعربية وعالمية واسعة، مثل مسلسل "قيامة أرطغرل" الذي باتت تعرضه شاشات عشرات الدول حول العالم، ومسلسل "عاصمة عبد الحميد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!