ترك برس
مع اندلاع الاشتباكات المسلحة بين أذربيجان وأرمينيا على جبهة إقليم "قره باغ"، تداولت وسائل إعلام عربية وأجنبية خبراً مفاده إرسال تركيا مقاتلين سوريين، للقتال إلى جانب أذربيجان.
والأحد، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا، إثر إطلاق القوات الأرمينية النار على مواقع سكنية مدنية بأذربيجان.
وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أمس، أن النيران الأرمينية أوقعت خسائر في الأرواح بين المدنيين، بجانب إلحاق دمار كبير في البنية التحتية المدنية في عدد من القرى التي تعرضت لقصف أرميني عنيف.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".
وفي معرض رده على المزاعم المذكورة، نفى حكمت جادجييف، مساعد رئيس أذربيجان إلهام علييف، الاثنين، إرسال تركيا مقاتلين من سوريا إلى بلاده.
وقال مساعد الرئيس الأذربيجاني إن "الشائعات التي تزعم إرسال مسلحين من سوريا إلى أذربيجان هي استفزاز آخر من الجانب الأرميني ومحض هراء."
وتأتي تصريحات المسؤول الأذربيجاني، بعد أن نقلت وكالة إنترفاكس ووكالة الإعلام الروسية في وقت سابق عن سفير أرمينيا لدى روسيا قوله إن تركيا أرسلت حوالي 4000 مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان وإنهم يشاركون في القتال.
وفي سياق متواصل، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، الإثنين، إن مرتزقة سوريين يقاتلون في صفوف الجيش الأرميني، خلال الاشتباكات الدائرة على جبهة إقليم "قره باغ".
وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع، أنار أيوازوف، أنه تم العثور على مرتزقة سوريين من أصول أرمنية، بين جثث القوات الأرمينية على جبهة "قره باغ".
وصرّح أيوازوف بأن الجانب الأرميني يخفي خسائره، وأن أرمينيا تعتم على هذه المعلومات أمام شعبها والمجتمع الدولي أيضاً.
ولفت إلى أن القوات الأذربيجانية، استطاعت حتى الآن تدمير 24 دبابة ومدرعة، ومنظومات مضادة للطائرات من طراز "OSA" و18 طائرة مسيرة تابعة للجيش الأرميني.
وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، ديميتري بيسكوف، إن بلاده على اتصال مع تركيا فيما يخص مستجدات الأوضاع في إقليم "قره باغ"، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين أذربيجان وأرمينيا.
وأضاف في تصريحات صحفية، الاثنين، أن موسكو تتواصل مع أنقرة في هذا الخصوص، على مستوى وزارة الخارجية.
بدورها، نشرت وكالة الأناضول للأنباء، تقريراً تفنّد فيه مزاعم إرسال أنقرة مقاتلين سوريين إلى أذربيجان.
وبحسب التقرير، فقد اعتمد مروجو الخبر على فيديو قصير لحركة رتل مكون من أكثر من 15 سيارة تحمل مسلحين، بينما تُسمع أصوات التكبير من المصطفّين على جانب الطريق.
وأفاد التقرير أنه لا يوجد في الفيديو ما يشير إلى هوية المسلحين، كما أن الفيديو لا يُظهر سوى رتل السيارات دون أن يظهر صورة أي منهم.
الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في حسابات عربية "مغرضة" هو الفيديو الوحيد الذي اعتُمد كمصدر للخبر، حيث أشار تقرير "الأناضول" إلى أنه وبعد متابعة الفيديو، توصل فريق "مرصد تفنيد الأكاذيب" لديها، إلى أن أول من نشره هو حساب يضع العلم الأرميني إلى جانب اسمه " @301_AD"
وكتب في تغريدته، إن المقاتلين السوريين الذين نقلتهم تركيا مؤخرا إلى أذربيجان يتجهون إلى الخطوط الأمامية للقتال وهم يرددون "هتافات جهادية".
وتداول الفيديو مواقعُ إخبارية وعشرات الحسابات العربية والأجنبية.
وفي رد على الفيديو كتب حساب الأذربيجاني مراد خان أحمد، إن هؤلاء "هم جنود من أذربيجان وهم يهتفون باللهجة الأذربيجانية الأصلية التي تختلف عن اللهجات العربية التي تفتح الحرف الأول من لفظ الجلالة عند نطقه، خلافا للأذربيجانيين الذين يبتدئون لفظ الجلالة بحرف ياء مخففة".
واختتم تقرير "الأناضول" بالقول: لم يجد فريق مرصد تفنيد الأكاذيب ما يؤكد صحة الفيديو أو أن السيارات كانت تحمل بالفعل مقاتلين سوريين، حيث لا يُظهر الفيديو صورا للمقاتلين.
والواضح من لكنة الذين يهتفون بأنهم ليسوا مقاتلين، حيث تُسمع أصوات في غالبها أصوات نسوة يبدو أنهن يقفن على جانب الطريق بالقرب من الشخص الذي قام بتصوير الرتل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!