ترك برس
قام أرطغرل كرتيل، إمام الجامع في منطقة "فارتو" بمدينة "موش" جنوب شرق تركيا، بتحويل الجامع الذي يعمل به إلى فصل دراسي في غير أوقات الصلاة، يقيس حرارة الطلاب ويعقم أياديهم وينظمهم في المسجد وفقا لقاعدة المسافة الاجتماعية، خاصة من غير القادرين على متابعة منصة EBA التعليمية من منازلهم لعدم إمكانية اشتراكهم بشبكة الإنترنت.
عُيّن كرتيل، الذي ينحدر من ولاية أماسيا، إماما لـ"جامع عمر" في منطقة "فارتو" قبل عشرة أعوام، بعد تخرجه من قسم الإلهيات في جامعة مرمرة، ويبذل قصارى جهده في هذه الأيام لمساعدة الطلاب على إكمال تعليمهم عن بعد في فترة تدابير فيروس كورونا، مقدما خدماته لطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، فقد قام بتحويل الجامع إلى فصل دراسي لمتابعة دروس EBA عبر الإنترنت الذي اشترك به في الجامع ليواصل الطلاب متابعة دروسهم عن بعد خارج وقت الصلاة.
يراعي كرتيل اتباع الأطفال لتدابير الوباء، حيث يقوم بقياس حرارة الأطفال عند مدخل الجامع ويدقق على الكمامات ويعقم أيديهم ثم يجلسهم عند طاولاتهم الدراسية الصغيرة مراعين قاعدة المسافة الاجتماعية، لمتابعة دروسهم من الهواتف المحمولة أو الحواسيب اللوحية، كما يشرح للطلاب ما يصعب عليهم فهمه من مواد أدبية وحسابية، ويقوم أيضا بطباعة وظائف للطلاب بالكمبيوتر والطابعة التي وفرها بالجامع، حتى لا يتوجب عليهم شراء قرطاسية.
وفي حديث لوكالة الأناضول، تحدث كرتيل عن معاناة معظم سكان الحي من ظروف مالية صعبة، لذلك لا يتوفر الإنترنت في منازل الطلاب، ومن هذا المنطلق لم يرغب بترك طلاب الحي دون تعليم، وقال: "لاحظت عند بدء مرحلة التعليم عن بعد بأن معظم أطفال الحي ليس لديهم إنترنت في المنزل، لذلك قمت بالاشتراك في الإنترنت بالجامع. تبث EBA الدروس عبر شاشة التلفزيون، ويأتي الطلاب إلى هنا ليتابعوها من شاشة التلفزيون أو الهواتف المحمولة أو الحواسيب اللوحية، وقبل دخولهم أقيس درجة حرارتهم وأعقم أياديهم وأدقق على كمامتهم ثم يستقرون في أماكنهم مراعين قاعدة المسافة الاجتماعية".
أشارت الطالبة كبرى نازلي أيدين، إلى عدم تمكنها من متابعة التعليم عن بعد من منزلها لعدم توفر اشتراك إنترنت فيه، لذلك تأتي مع صديقتها كل يوم إلى الجامع لمتابعة دروسهما، وقالت: "سعدت عندما دعاني المعلم أرطغرل، أنا وجميع طلاب الحي إلى الجامع لحضور دروس EBA بعد أن أوصل الجامع بالإنترنت، كما يشرح لنا كل ما يصعب علينا".
قال باريش تشيشك، أحد سكان الحي: "رضي الله عن معلمنا أرطغرل، فهو إمامنا في صلاة الجماعة، كما أنه نموذج يقتدي به طلاب الحي وهو أيضا يساهم في تعليم أطفالنا، وكان يعطي الدروس للطلاب الذين يستعدون لامتحان الجامعة، والآن ربط الجامع بالإنترنت كي يتابع الطلاب EBA في الجامع، جزاه الله عنا وعن أطفالنا كل خير".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!