ترك برس-الأناضول
تحولت الآثار المستخرجة من قلعة "زرزوان" التاريخية في ولاية ديار بكر التركية (جنوب شرق)، إلى مصدر إلهام للفنّانين المهتمين بتصميم وصناعة القلائد والحلي والملابس والمنتجات الأخرى.
ويمتد تاريخ القلعة الواقعة في قضاء "جينار" بديار بكر، إلى ما قبل 3 آلاف عام، وتُشير المعطيات التي تم التوصل إليها نتيجة عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة، إلى أنها كانت تُستخدم كحامية عسكرية من قبل الإمبراطورية الرومانية.
ونظرًا للأهمية التاريخية لقلعة "زرزوان"، أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، إلى جانب مواقع تراثية أخرى ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي.
** آثار مكتشفة
وفي إطار أعمال الحفر والتنقيب، تمكن علماء آثار أتراك من الوصول إلى مجموعة كبيرة من المقابر التاريخية، والقنوات المائية داخل وخارج قلعة "زرزوان".
واكتشف الباحثون معبد "ميثرا" تحت الأرض، وبرجا كان يستخدم لأغراض دفاعية، وكنيسة، ومبنى إداريا، ومساكن، ومخازن حبوب وأسلحة، وملاجئ، ومقابر تاريخية، وقنوات مائية، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية التي تعود لفترات مختلفة.
** إحياء قلعة "زرزوان"
في إطار جهود تهدف لدعم البحوث التاريخية في القلعة، أطلق فريق من علماء الآثار بالتعاون مع معهد "ديار بكر" للدراسات التاريخية، مشروعًا باسم "نعمل لإحياء قلعة زرزوان".
ويهدف المشروع إلى إعادة إحياء الزخارف الموجودة على القطع الأثرية وتحويلها إلى مصدر إلهام للفنّانين المهتمين بتصميم وصناعة القلائد والحلي.
ومن المقرر أن تنظم مجموعة من الحرفيين والفنانين العاملين في مجال تصميم المجوهرات والقلائد والحلي، عروضا في القلعة، وضمن أيام محددة كل شهر لمنتجاتهم من الحلي التي تحمل زخارف مستوحاة من القطع الأثرية المستخرجة من القلعة.
** قطع أثرية
يقول رئيس فريق التنقيب في قلعة "زرزوان" الأستاذ المساعد آيتاج جوشقن للإناضول، إن الفريق تمكن خلال أعمال التنقيب في القلعة، من اكتشاف قطع أثرية كانت تستخدم من قبل الجنود والمدنيين في زرزوان.
ويضيف أن "من بين القطع الأثرية المستخرجة، مجموعة من القلائد والحلي المهمة للغاية من الناحية الأثرية، والتي تحمل زخارف كانت مشهورة في ذلك العصر".
ويردف جوشقن، أن فريق التنقيب "استخرج من القلعة العديد من أنواع المجوهرات والحلي والقلائد والأساور والخواتم والأقراط، كانت تستخدم من قبل زوجات جنود الحامية الرومانية، والتي كانت تعتبر من المجوهرات الفاخرة جدا في ذلك العصر".
ويشير إلى أن فريق التنقيب "أجرى دراسات بالتعاون مع معهد (ديار بكر) للدراسات التاريخية، حول الزخارف الموجودة على القطع الأثرية".
ويلفت جوشقن، إلى أن "تلك الزخارف لم تستخدم فقط في المجوهرات والحلي، ولكن أيضا في الملابس، والعديد من المنتجات".
** بعد فني إنساني
تقول شيرين أرونات نائبة مدير التربية في ولاية ديار بكر للأناضول، إنها أجرت، برفقة مسؤولين في وزارة التربية، جولة في قلعة زرزوان لمعاينة القطع الأثرية المستخرجة من المكان، والاطلاع على الزخارف الموجودة.
وتشير إلى أنها "سبق وأجرت دراسة حول الزخارف الموجودة في المسجد الكبير (أولو جامع)، وقلعة (إيج قلعة) في ديار بكر".
وتضيف أرونات، أنها تعمل الآن على دراسة الزخارف المستخرجة من زرزوان، التي تعتبر إحدى المراكز التاريخية المهمة في ولاية ديار بكر.
وتردف: "يجب تسليط الضوء على القطع الأثرية التاريخية، وإعادة إحياء الزخارف التي زينت بها تلك القطع، لما تمثله من بعد فني إنساني".
وتتابع أرونات: "بالفعل قمنا بإحياء تلك الزخارف، بالتعاون مع مجموعة من الفنانين والحرفيين من خلال إنتاج بعض قطع الحلي، وكذلك بعض الملابس، وغيرها من المنتجات المزيّنة بتلك الزخارف".
وتلفت أرونات، إلى أن "الزخارف المستخرجة من زرزوان باتت تمثل مصدر إلهام للحرفيين والفنانين، لإنتاج أنواع جديدة من الزخارف واستخدامها في الحلي والقلائد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!