ترك برس-الأناضول
علت أصوات التكبيرات بعد 91 ساعة على زلزال مدينة إزمير التركية، ومعها صرخات مصحوبة بالدهشة أطلقها الشاهدون على إنقاذ الطفلة "آيدا غزغين" عقب إخراجها سالمة من تحت الأنقاض.
قبل "آيدا" تناقص الزمن عند الطفلة "أليف برينتشاك"، التي كُتبت لها حياة جديدة عقب إنقاذها من تحت الأنقاض بعد مضي 65 ساعة من الزلزال.
وتتواصل الآمال ومعها أعمال الفرق المتخصصة في البحث عن ناجين جدد من تحت البيوت المدمرة بفعل الزلزال الذي وقع الجمعة بقوة 6.6 درجات قبالة ساحل قضاء "سيفري حصار" بولاية إزمير غربي البلاد.
وتناقل آلاف العرب من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو للطفلتين، وكتبوا عليها جملا تعبر عن دهشتهم مما وصفوه بـ"المعجزة".
** آيدا: أنا بخير
الطفلة آيدا (4 أعوام) كانت الشخص رقم 107 الذي يتم إنقاذه من تحت أنقاض المباني المدمرة، وتحقق في حادثتها وصف "المعجزة" بعد أن استمرت طوال تلك الفترة على قيد الحياة دون ماء أو طعام، وبنفس ضيق.
نصرت أقصوي، أحد عناصر فرق البحث والإنقاذ التركية في إزمير، يروي القصة فيقول إنه شاهد الطفلة تحت الأنقاض عالقة بجانب غسالة الصحون وهي تلوح بيدها لتلفت انتباهه.
حين سماعه صوت نداء من تحت الأنقاض طلب من زملائه التوقف عن العمل وإيقاف المولدات الكهربائية والآلات. ونادى أقصوي عليها: "ما اسمك؟"، فأجابته: "آيدا، وأنا بخير".
وعلى الفور أثارت قصة آيدا عاطفة الآلاف ممن تناقلوا صورها، وأبرزهم المغني السويدي من أصل لبناني، ماهر زين، الذي كتب في حسابه على انستجرام: "ما شاء الله.. بارك الله في حياتها! أتمنى أن تكون عائلتها بخير".
الصحفي إسماعيل كايا، تساءل متعجبا في تغريدة: "إذا لم يكن خروج هذه الطفلة الصغيرة حية وسالمة من تحت الأنقاض بعد 91 ساعة على الزلزال معجزة، فما هي المعجزة؟".
وكتب الناشط السعودي البارز عمر الزهراني: "وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي، وكم يسر أتى بعد عسر ففرج كربة القلب الشجي (..) "إنقاذ طفلة عمرها 4 سنوات بعد 91 ساعة من الزلزال".
وقال السوري عادل حنيف داود، عبر تويتر: "إذا كان الله حاميك فهو منجيك ولو كنت في ظلمات البر أو البحر، هذه تذكرة بأن المعجزات لا زالت موجودة إذا تحققت شروطها".
أما الكاتب الصحفي تركي الشهلوب، فغرّد بالقول: "فرق الإنقاذ التركية تنتشل الطفلة آيلا (..) شتان بين من ينقذ أطفال شعبه من تحت الركام وبين من يقصف أطفال جيرانه ليموتوا تحت الركام".
** أليف تتشبث بالحياة
المعجزة تحققت بعد أن حركت "أليف" (3 أعوام) عينيها، رغم طول المدة التي انحصرت خلالها تحت أنقاض المنزل المنهار جراء الزلزال.
قصة إخراجها بدأت بعد سماع صوتها وإحداث ثقب في الأنقاض، وكان الظن بأنها فارقت الحياة كان سيد الموقف، ولكن أثناء إخراجها حركت عينيها، ثم قامت بحركة أخرى تؤكد أنها ما زالت على قيد الحياة.
قُدمت الإسعافات الأولية لـ "أليف" بعد إخراجها من الثقب مباشرة، ثم حملها رجال الإنقاذ إلى المشفى الميداني، لاستكمال الخدمات الطبية اللازمة.
وكان المشهد الأبرز الذي ضجت به مواقع التواصل، هو صورة أليف وهي تمسك بإصبع أحد عناصر الإنقاذ، ثم انتشرت صورها وهي في المستشفى وتبدو بصحة جيدة.
وقال الكاتب حمزة تكين، على تويتر: "معجزة جديدة في إزمير. فرق الإنقاذ التركية تنتشل وتنقذ طفلة صغيرة عمرها 3 أعوام من تحت الأنقاض وذلك رغم مرور 65 ساعة على الزلزال".
وكتب مأمون أبو جراد: "صورة للتاريخ: الطفلة أليف (3 سنوات فقط) تخرج متمسكة بالحياة بعد بقائها 65 ساعة تحت أنقاض 7 طوابق. فعلاً لكل أجل كتاب".
وعبر الكاتب والباحث سعيد الحاج، عن دهشته بمعجزة أليف قائلا: "سبحانك يا رب ما أعظمك، وما أقدرك، وما أرحمك. رحم الله ضحايا الزلزال وشفى المصابين، وحفظ الجميع".
وكتبت الصحفية هبة مدور على تويتر: "تحدثت عن الأمل في تغريدة منذ يومين (..) لكن اليوم قصة الطفلة التركية أليف تشد عيونَنا لآمالنا من جديد لعل معجزة تحيي حلما ماتت فيه كل أسباب الحياة.. إن الله على كل شيء قدير".
** أم وأبناؤها
وبعد نحو 23 ساعة من وقوع الزلزال انتشلت فرق الإنقاذ امرأة و3 من أطفالها من تحت أنقاض مبنى منهار، بحسب ما ذكر مراسل الأناضول.
ونجحت الفرق الإسعافية في التواصل مع السيدة "سهر دارالي برينتشاك" (38 عامًا)، وعلمت بوجود أطفالها الـ4 "أزل" و"ألزم" (توأم 10 أعوام)، و"أوموت" (7 أعوام) و"أليف" (3 أعوام) تحت أنقاض مبنى "دوغنلار" المنهار.
وعقب ذلك كثفت الفرق جهودها ونجحت في إنقاذ الأم وثلاثة من أطفالها بعد 23 ساعة من وقوع الزلزال، وتواصل جهودها لإنقاذ الرابع وهي الطفلة "أليف" التي تم إنقاذها بعد 65 ساعة، لتنجو العائلة بأكملها.
والجمعة، وقع زلزال بقوة 6.6 درجات على مقياس ريختر قبالة ساحل قضاء "سفري حصار" بولاية إزمير، وفق إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!