زليخة ساراج – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ أن وطأت قدماي تراب ولاية بوستون الأمريكية برفقة رئيس جمعية رجال الأعمال والصّناعيّين المستقلّين الأتراك (MÜSİAD) "نائل أولباك" وعدد من السّادة رجال الأعمال الأعضاء في الجمعية، أحسست بالحيوية العلمية التي تتمتّع بها هذه المدينة، لا سيما وأنّها تحتضن كبار الجامعات العالمية مثل جامعة (HARVARD) ومعهد (MIT). كما أنّ التنظيم والتّخطيط الرّائع للمدينة، يوحي بما لا يدع مجالاً للشّك بأنّ هذه المدينة خُصّصت للفعاليات العلمية.
نعم أتينا إلى ولاية بوستون الأمريكية برفقة السيد أولباك وعدد من رجال الأعمال الأعضاء في الجمعية. وزيارتنا إلى هذه المدينة تأتي ضمن إطار توسيع الموصياد لشبكتها الخارجية وإنفتاحها على العالم. فقبل عامين من الأن كان عدد الدّول التي تتواجد فيها فروع الموصياد ثمانية وثلاثين دولة، بينما نجد أنّ الموصياد زاد من عدد الدّول التي يتواجد فيها إلى إثنين وسبعين دولة. بالإضافة إلى ذلك فإنّ الموصياد لديه 170 فرعاً في هذه الدّول.
وبعد قيامنا بعدّة أنشطةٍ وفعاليات في ولاية بوستن، انتقلنا إلى الولاية التي ينبض فيها قلب الاقتصاد العالمي، ولاية نيويورك للمشاركة في حفل افتتاح فرع الموصياد فيها. في الحقيقة يمكنني أن أقول بأنّ هذا الأسبوع سيكون بمثابة قمّة الموصياد في الولايات المتحدة الأمريكية.
وسيقوم السيد أولباك مع الوفد المرافق له بعقد مؤتمر يتحدث فيها عن فعاليات الموصياد، كما سيعرّف الحضور بالفرع الجديد الذي سيتمّ افتتاحه في ولاية نيويورك والانشطة التي سيقوم بها الفرع هناك. وسيقوم بالتّعريف عن الاستثمارات التركية في الولاية وفي شتّى أنحاء العالم.
وكان السيد أولباك قد إلتقى مع عدد من المستثمرين والمؤسّسات الاقتصادية العالمية خلال مؤتمر عُقد في إحدى الأندية التّابعة لجامعة هارفارد، حيث ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر، تطرّق فيها إلى الاستثمارات التركية ووضع الاقتصاد التركي العام، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية القائمة بين تركيا وروسيا، كما تناول أولوباك خلال خطابه الافتتاحي الوضع الاقتصادي العالمي والصّادرات التركية.
وشارك في المؤتمر ثلاثين رجل أعمال تركي إلى جانب رئيس فرع الموصياد في الولايات المتحدة الأمريكية "مصطفى طونجير" وممثّلون عن مؤسّسة اتحاد الاقتصاديات العالمي (IEA) بالإضافة إلى البروفسور الاقتصادي باول فييتور ورئيس إدارة مجلس بنك (INGBANK) جون مكارثي.
وخلال المؤتمر قام السيد أولباك بالإجابة على الأسئلة التي طُرحت عليه، حيث أوضح أنّ مركز الاقتصاد العالمي بدأت خلال الفترة الأخيرة تخرج من إطار الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية، وأنّ الدّول التي تشهد اقتصادها نمواً متسارعاً مثل تركيا وغيرها بدأت تأخذ منحاً مغايراً وتبني اقتصادها بذاتها. كما أوضح أولباك أنّ الاقتصاد الأوروبي لم يشهد تطوّراً بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم عام 2008 وأنّ نسبة البطالة في هذه القارة بدأت تتفاقم يوماً بعد يوم.
وردّاً على سؤال أحد المشاركين حول ما إذا كانت الإدارة الاقتصادية في الحكومة التركية سوف تشهد تغيراً أم لا. أفاد أولباك أنّ القائمين على أمور السياسة في تركيا هم من يحقّ لهم الإدلاء بتصريحاتٍ حول هذا الموضوع. كما أشار أولباك إلى أنّ انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدّولار الأمريكي ليس نتيجة للعوامل الدّاخلية، حيث قام بمقارنة بين الوضع الاقتصادي التركي ما بين عامي 1994 و 2001 وبين الوضع الحالي وأفصح بأنّ ذلك يؤكّد أنّ الاضطراب الذي طرأ على سعر صرف الليرة ليس نتيجة عوامل داخلية إنما نتج ذلك بفعل الأوضاع العالمية.
ومن خلال لقاءات العديدة التي أعقبت نهاية المؤتمر، استنتجت أنّ المستثمرين الأجانب ما زالوا يرغبون في استثمار أموالهم في تركيا وخاصّة في مجال الطاقة على اعتبار أنّ تركيا تُعدّ عقدة مواصلات بالنسبة لمنتجات الطاقة بين الشّرق والغرب.
أعتقد أنّ فتح فرعٍ للموصياد في ولاية نيويورك سيساهم بشكل فعلي في تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، على الرّغم من أنّني أدرك أنّ إقامة علاقات تجارية مع الولايات المتحدة أمر صعب نوعاً ما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس