ترك برس
قال المفكر الفرنسي ،ورئيس ومؤسس شبكة "Réseau Voltaire ، تييري ميسان، إن الحرب في إقليم ناغورنو كانت انتصارا لبريطيانيا وتركيا وهزيمة لجورج سوروس والأرمن، في حين لم تربح موسكو وواشنطن شيئا.
وجاء في مقال لميسان نشره موقع " فولتير نت" إنه بعد 44 يوماً من الحرب، اضطرت أرمينيا إلى توقيع وقف إطلاق النار مع أذربيجان، مع الاقرار بفقدان جزء من أراضيها.
وأضاف أن الخطة الخطة الأصلية للولايات المتحدة كانت تقتضي دفع تركيا إلى الخطأ، والسماح لها بقتل جزء من السكان الأرمن، ثم التدخل للإطاحة بالرئيس أردوغان، وإعادة إرساء السلام ، بيد إن هذه الخطة لم تنجح.
ولقت إلى الدور الذي اضطلعت به بريطانيا في إحباط المخطط الأمريكي، :" فقد استغلت لندن ارتباك الانتخابات الرئاسية الأمريكية لتتجاوز واشنطن، واستغل البريطانيون أيضا الموقف في محاولة لحرمان روسيا من ورقة ناغورني قره باغ.
في مواجهة الدول سوروس لا يؤبه له
ووفقا لميسان، ظنت واشنطن أنها يمكن أن تعتمد على الرئيس أرمين سركيسيان، ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أحد رجال جورج سوروس، في الحرب الأذرية الأرمينية، ولكن لسوء حظ سوروس الذي يسعى لتحقيق أجندته السياسية الخاصة، لكنه يعمل بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية، لا توجد نفس العلاقة بين البريطانيين وسوروس.
وزعم أن جهاز المخابرات البريطانية الخارجي MI6 يساعد شريكه التركي ليس لقتل الأرمن، بل لقتل الروس. لهذا لم يعد هناك روس في قره باغ. فرد سوروس بإرسال مرتزقة أكراد لدعم الجانب الأرمني.
وأضاف أن لندن دعمت باكو وأنقرة. وخلال الأيام الأولى، حاولت القوى الثلاث لمجموعة مينسك لمسؤولة عن نزاع ناغورني قره باغ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي - أي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا عمل شيء من أجل إنهاء القتال واستئناف المفاوضات، وسعت واشنطن لإصدار قرار من مجلس الأن لوقف القتال.
وأشار إلى أن رئيس أرمينيا،أرمين سركيسيان، غير خطط قيادته العسكرية ودفع متطوعين عديمي الخبرة إلى الجبهة، وقد تسبب سركيسيان الذي يحمل الجنسيتين، الأرمينية والبريطانية بمجزرة في صفوف الجيش الأرمني.
وبعد إعلان بريطانيا أنها ستستخدم حق النقض إذا طرح مشروع وقف إطلاق النار على مجلس الأمن اتهمت الولايات المتحدة أذربيجان علناً بسوء النية في 25 أكتوبر.وكان على روسيا أن تنتظر أسبوعين آخرين حتى تدرك أن واشنطن الغارقة لأذنيها في حملتها الانتخابية الرئاسية، لم تعد تدير هذا الملف.
وقال ميسان إن روسيا استنتجت متأخرة إن لندن أعادت إطلاق "اللعبة الكبرى" وهي على وشك سرقة نفوذها في ناغورني قره باغ. الأمر الذي جعل الرئيس الروسي فلاديمير يتصل هاتفيا بنظيره التركي في 7 أكتوبر للتفاوض معه على وقف إطلاق نار غير مواتٍ أبداً للأرمن.
ثم استدعى الرئيس بوتين نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان إلى الكرملين. محاولاً انقاذ ما يمكن انقاذه، من خلال إجبار محاوريه، في 10 أكتوبر، على التوقيع على وقف إطلاق النار وفقًا للشروط التي تفاوض عليها أردوغان .
وكانت أولويات بوتين رسم الوجود العسكري الروسي من خلال قوة سلام، ثم وقف إراقة الدماء. فما كان منه إلا أن خاطب الشعب الروسي ليعلن أنه أنقذ مصالح بلده من خلال إنقاذ أرمينيا من هزيمة أكثر فظاعة.
أدرك الأرمن، بعد فوات الأوان، أن نيكول باشينيان، الذي أبعدهم عن روسيا لصالح الولايات المتحدة، راهن على الحصان الخطأ. وفهموا في المقابل أنه مهما كان الفريق الحكومي القديم الذي قادهم فاسداً، فقد كان وطنياً، على حين كان رجال سوروس يعارضون مفهوم الأمة ذاته، وبالتالي يعارضون استقلال بلادهم.وهكذا بدات التظاهرات والاستقالات تتوالى تباعاً : رئيس الأركان، وزير الخارجية، وزير الدفاع ، ولكن ليس رئيس الوزراء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!