ترك برس
يرى الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط، علي سمين، رسائل هامة وأفق مفتوح للتعاون بين أنقرة وبغداد، في زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لأنقرة ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
من خلال تأكيد الكاظمي على الثقل الكبير للدولة التركية، في مجريات أحداث الشرق الأوسط، يستخلص سمين رغبة الحكومة العراقية بتطوير علاقاتها المستقبلية مع أنقرة في شتى المجالات.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال سمين، إنّ العراق يريد الاستفادة من التجربة التركية وخبرتها في الكثير من القضايا التنموية وإنشاء البنية التحتية، واستشارتها في بعض القضايا، لا سيما الأمنية.
وأضاف سمين :"إنّ العراق بلد محصور بين إيران والولايات المتحدة والعالم العربي، وهي بحاجة لتركيا لمساعدتها في إعادة الهيكلة، وحل المشاكل الأمنية نظرا لقوة أنقرة وخبرتها، إن تأكيد رئيس الوزراء العراقي على أهمية تركيا في الشرق الأوسط رسالة واضحة برغبة بغداد في تعزيز العلاقات مع أنقرة".
ويواجه العراق من وجهة نظر سمين، مشاكل تكبّل نموه وتطوره وهي الأزمة الأمنية، والفساد، والأزمة الاقتصادية، والعلاقة مع أربيل، وتداعيات التوتر الإيراني الأمريكي عليه، والميليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة".
يشير سمين إلى أنّ تركيا هي المتنفس الوحيد للعراق في ظل المشاكل التي تعصف بها من كل جانب.
ولفت سمين، لوجود مشاكل بين العراق وتركيا، هي مشكلة الماء، وبين أنّ حل المشكلة يكمن في إقدام العراق على القيام باستثمارات في ترشيد المياه، وطرق تخزينه وإدارته.
وأردف ليست المشكلة بكمية المياه القادمة من تركيا، حتى لو زادت تركيا كمية المياه 10 بالمئة أكثر، سيبقى العراق يعاني من شح المياه، بسبب افتقارها للبنية التحتية في هذا المجال.
وحول حجم التجارة، أكد سمين أنّ تحقيق الهدف المنشود بالوصول إلى 20 مليار دولار كحجم تجارة بين البلدين، أمر يمكن تحقيقه، إلا أن معبر خابور الحدودي الوحيد لا يكفي، بل يتوجب فتح معبر أوفا كوي.
مكافحة الإرهاب
أكد الخبير التركي، أنّ الإرهاب في المنطقة ليست مشكلة عراقية أو تركية، بل مشكلة دول المنطقة برمتها، مبينا أنّ المناطق التي يوجد فيها الجيش التركي شمال العراق بموجب اتفاق التعاون الأمني عام 1983، لا ينتشر فيها الجيش العراقي، ومن هذه المناطق يتسلل الإرهابيون إلى الداخل التركي.
وأردف :"إن بي كا كا لا تشكل تهديدا على تركيا فحسب بل على بغداد أيضاً، حتى أنّ بي كا كا أسس كانتون خاص به في سنجار، كما في سوريا، وعلى مرأى من أربيل وبغداد".
وأوضح أنّ ارتفاع جبل سنجار يبلغ 1460 مترا عن سطح البحر، وأنّ صدام استخدمه لقصف إسرائيل، ما يحول منطقة جبل سنجار لمركز تهديد ضد تركيا.
وشدد سمين على ضرورة سيطرة الحكومة المركزية العراقية، على كامل حدودها مع سوريا، ومنع تسلل عناصر تنظيم بي كا كا إلى سوريا.
وختم سمين بقوله: يمكن لتركيا والعراق التعاون من خلال تقديم تركيا يد العون للعراق في إعادة بنائها، مقابل عقد اتفاق أمني لمكافحة الإرهاب، وبهذا الشكل يمكن تقديم الدعم الاقتصادي والعسكري للعراق إلى جانب الدعم الاستثماري
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!