ترك برس
لم يعد الميراث يقتصر على الأموال أو الممتلكات من أراضي وعقارات وغيرها في عصر التكنولوجيا، بل يمكن أيضا توريث الحسابات الرقمية، فقد قضت محكمة العدل الإقليمية في ولاية أنطاليا جنوب تركيا في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2020 بإمكانية توريث جميع السجلات والصور الموجودة في الحسابات الرقمية.
وبعد إصدار المحكمة القرار المتعلق بالميراث الرقمي، سيتم نقل جميع السجلات والصور في حسابات المستخدمين الرقمية الخاصة بالمتوفين إلى الميراث، كما سيتم فحص أيضا ممتلكاتهم التكنولوجية مثل الحسابات البريدية وغوغل درايف وicloud في أثناء تحديد الميراث، وسيتم أيضًا تضمين العملات المشفرة والمحافظ الرقمية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وبالطبع سيكون هناك شروط للوصول لهذا الإرث.
أدلى المحامي خليل إبراهيم تشليك، بمعلومات تتعلق بهذا الموضوع قائلا: "يصبح التمثيل مهمًا في هذه الحالة وفقا لمفهوم قانون الميراث. ويمكن الوصول إلى الميراث بطريقتين، الأولى توفر وصية، والثانية في حال عدم توفر الوصية تقوم المحكمة بمراسلة هذه الشركات لمنح الوارث حق الوصول للميراث الرقمي".
على الرغم من تلقي البعض لفكرة الميراث الرقمي بإيجابية، إلا أن هناك من يعترض عليه ويرى أنه خطوة غير منطقية وغير معقولة. قال أحد المعترضين على الميراث الرقمي: "لا يمكن لأي شخص جني الأموال من حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي مثلما أجنيها أنا، لأن الحاصل على ميراثي الرقمي سيجني المال بصفته أنا. أعتقد أن هذا أمر غير منطقي وغير معقول".
في حين صرح أحد المؤيدين لقرار الميراث الرقمي قائلا: "يعد الميراث الرقمي من الممتلكات غير المنقولة مثل الممتلكات. إنها ميراث باقي لنا من أجدادنا وآبائنا، ويمكن أن يكون ما نقل إلينا عبره مستندا مهما".
وقد اتفق خبراء في هذه القضية على ضرورة "حماية أسرار الحياة الخاصة عند فحص طلبات الميراث الرقمي، لا سيما في مرحلة المراسلات للحصول على الميراث الرقمي".
ومن الجدير بالذكر، أن ما اثار هذه القضية هو الالتماس الذي قدمه المحامي يوسف أنس أرسلان، عن مواطن فقد زوجته في حادث مروري إلى محكمة الحقوق المدنية الرابعة في مدينة "دنيزلي" التركية، للحصول على الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية وملفات الوسائط والبريد الإلكتروني على حساب icloud الخاص بهاتف زوجته، الذي يحمل ماركة "أبل"، باعتباره ميراثا، وقد رفضت المحكمة طلبه لأنه انتهاك لخصوصية حياة زوجته.
قرر هذا المواطن نقل القرار إلى محكمة الاستئناف في دائرة الحقوق المدنية السادسة في المحكمة العدلية بمدينة أنطاليا، قائلا: "توفيت زوجتي في 13 تموز/ يوليو 2019، وبقيت أنا وطفلنا، وتم إغلاق خط الهاتف المحمول الخاص بها بعد وفاتها. كانت الصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية والوثائق والملاحظات والبريد الإلكتروني في حسابها icloud بهاتفها الخاص، وينبغي أن أعرف كلمة المرور الخاص بزوجتي لأتمكن من الوصول لحسابها. كان لدي حساب موقع تجاري أتابعه من خلال هذا الحساب، وقسائم هدايا إلكترونية وكوبونات، وقد أبلغتني شركة أبل إنها لن تمنحني إذن الوصول إلى الحساب إلا بقرار من المحكمة".
أضاف المحامي أرسلان أن المحكمة المحلية حكمت لصالح الزوج، وأن العمل بدأ على تشكيل مفهوم الملكية المتعلق بالممتلكات غير المنقولة، وقال: "في عصر التكنولوجيا يجني العديد من الناس أرباحا عبر الحسابات الرقمية مثل الفيديوهات والصور والحسابات التجارية الإلكترونية والألعاب عبر الإنترنت. وقد سجلت محكمة الاستئناف الإقليمية سابقة مهمة بقرارها، وفتحت المجال لطرح مفهوم الميراث الرقمي في تركيا".
وتابع أرسلان قائلا: "الحق في خصوصية الحياة الخاصة مهم لأنه يحمي التطور المادي والروحي للإنسان، لذا فإن الوصول إلى الأصول الرقمية للأشخاص الذين فقدوا حياتهم لن يكون انتهاكا لحياتهم الخاصة، كما أن هناك قوانين جديدة ضد مثل هذه التطورات التكنولوجية في العالم كله وخاصة في تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!