ترك برس
بدأ زكي يلديز، بمشروع لزراعة القمح والذرة في الأراضي المتروكة منذ 50 عاما، بهدف إنعاش الحياة البرية في قريته من جديد، فزرع مساحات واسعة من الحقول بمساعدة أهالي القرية في منطقة "تشاتلزيتين" التابعة لمدينة قسطموني شمال تركيا.
أُهملت معظم أراضي قرية "كيزيلجاكايا" في منطقة تشاتلزيتين وظلت فارغة لأعوام طويلة نتيجة هجرة معظم سكانها للعمل في المدن، لكن أزمة وباء كورونا زادت معدلات عودة المواطنين إلى قراهم بما فيهم أهالي قرية كيزيلجاكايا، الذين بدأوا بالتفكير في كيفية الاستفادة من هذه الأراضي.
زكي يلديز أحد أبناء قرية كيزيلجاكايا، تحدث لوكالة الأناضول، عن هجرته في سن مبكرة من قريته للعمل في إسطنبول، ثم عودته إليها بعد تقاعده، وقال: "عدت إلى قريتي بعد تقاعدي من عملي، وكان آخر عملي مختارا لمدة 20 عاما في إسطنبول. رأيت الأرض التي حرثتها في طفولتي بالمحراث الأسود لم تزرع منذ 50 عاما. لقد كانت قريتنا مليئة بالطيور والحيوانات البرية".
أعرب يلديز، عن سروره بموافقة سكان القرية على القيام بمشروعه والبدء بزراعة الأراضي المتروكة لتستفيد منها الطيور والحيوانات البرية، وأنهم بدؤوا بزراعة القمح والذرة، وقال: "قررنا أن نزرعها مرة أخرى لتستفيد منها الحيوانات البرية والطيور، وتنتعش الحياة البرية هنا. زرعنا القمح في حوالي 12 دونمًا، وعند نموه لن نقوم بحصاده، بل ستستفيد منه الحيوانات البرية والنمل والطيور".
أوضح يلديز، أن هذا المشروع مدعوم من قبل سكان القرية القاطنين فيها والمقيمين في إسطنبول، وقال: "سنستمر في زراعة هذه الأراضي بالأعوام القادمة، وعندما سمع أهل القرية المقيمين خارجها بمشروعنا طلبوا منا زراعة حقولهم، كما أعلنت جمعية أهالي تشاتلزيتين في مدينة إسطنبول دعمها لمشروعنا في العام المقبل".
ضمن نطاق المشروع، قام القرويون بتعليق ملصقات على الحقول، كتب عليها "ممنوع الصيد في هذا المكان المزروع للحيوانات البرية التي تعيش في الغابة، هل تود أن تشارك معنا بزراعة القمح في حقول قريتنا؟ حتى نستيقظ على أصوات الطيور ونحمي التوازن في الطبيعة ولتعيش المخلوقات التي خلقها الله".
يشتاق مختار القرية توران تشتينكايا، لسماع أصوات الطيور، ويقول: "في الواقع لا يوجد ضجيج طيور في قريتنا، لذلك قررنا زراعة أراضينا ولن نحصد محصولها، بل سنتركه لتستفيد منه الحيوانات البرية والطيور، فإذا لم نزرع القمح والذرة لن نرى لا الطيور ولا حتى الحشرات، وبهذا المشروع ستبتهج قريتنا والقرى المجاورة. يستيقظ الناس في الصباح الباكر على أصوات الطيور عند فتح النوافذ في جميع أنحاء العالم، أما عندنا لا تأتي الطيور ولا يسمع صوتها، فلماذا تأتي إلى هنا طالما لا يوجد طعام لها؟ ندعو أهالي قريتنا المقيمين خارجها للمشاركة بمشروعنا، ومن لا يستطيع القدوم للزراعة بنفسه، يكفي أن يرسل لنا خبرًا ونحن سنهتم بزراعة حقله".
قال رمضان تشتينكايا، أحد أهالي القرية العائدين إليها خلال فترة الوباء، الذي قام بزراعة حقله بالقمح: "انطلقت حملة الزراعة بقيادة السيد زكي يلديز، لدي 10 دونمات، زرعت قمحا في ثلاث دونمات، كما قدمت دعما لأهالي القرية الذين قاموا بزراعة الأراضي المتروكة لأعوام طويلة بلا زراعة".
أما علي تشتينكايا، فقد دعا إلى زراعة الأراضي وعدم تركها فارغة، مقدما دعمه للحملة بقدر إمكانياته الخاصة، كما أعربت خيرية تشتينكايا، التي استقرت بالقرية قبل عامين، عن حبها للحيوانات قائلة: "أحب الحيوانات، فلنزرع حقولنا لتستفيد طيورنا، ولتصبح قريتنا أكثر جمالا. نأمل بأن نستيقظ قريبا على أصوات الطيور".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!