ترك برس-الأناضول

"فن الحرب على ظهر الخيول".. هكذا تُوصف رياضة "جيريت"، التي تحظى بانتشار واسع، شرقي تركيا، خاصة في ولاية قارص، مع بدء تساقط الثلوج.

و"جيريت"؛ رياضة ورثها الأتراك عن أجدادهم الذين قدموا إلى الأناضول من آسيا الوسطى، في القرن الحادي عشر الميلادي، وباتت هوسًا لا يمكن التخلي عنه لدى الشباب وكبار السن في قرى وأقضية قارص، أقصى الشمال الشرقي، بمحاذاة الحدود مع أرمينيا.

ومع بدء تساقط الثلوج، تتحول هذه الرياضة إلى وسيلة متعة وتسلية للسكان، وموضع جذب للسياح والزوار الأجانب ممن يقصدون الولاية، بغية متابعة هذه الرياضة الممارسة هناك منذ قرون.

ورغم انخفاض درجة الحرارة ووصول سمك الثلوج 40 سم، يتهافت عشاق "جيريت" من القرى المجاورة في ساعات الصباح الباكر للتجمع في بلدة "سليم"، التابعة للولاية.

وتكون أولى خطوات الاستعداد، عبر تحضير الخيول وتقديم الطعام المناسب لها، ومن ثم التوجه إلى قرية محددة مسبقا للمشاركة في المنافسة التي يحضر الصغار والكبار لمتابعتها.

أما عن طريقة ممارسة هذه الرياضة، فينقسم اللاعبون إلى فريقين، يدخلان إلى الساحة على وقع الطبول، ويصطف الفريقان في صفين متقابلين.

يتقدم أحد فرسان الفريق الأول، ويصيح على أحد فرسان الفريق الثاني، يخرج الفارس المعني وذلك بعد أداء حركات الفروسية التي لا تنقصها الخيلاء.

يلقي فارس الفريق الثاني رمحًا يسمّى "جيريت" باتجاه فارس الفريق الأول، الذي يسارع بدوره للجري بعيدًا لتفادي الرمح، فيتبعه فارس الفريق الثاني، وبعدها يتبعهما فرسان الفريقين بهدف إخراج أحدهما الآخر، عن طريق إصابته.

وفي حديثه للأناضول قال رئيس نادي أقجة قلعة للفروسية شيمشك يلدريم، "إننا نبذل جهودا كبيرة للمحافظة على الرياضة التي ورثناها من أجدادنا القدامى وتعليمها للجيل الجديد".

وأضاف شيمشك، "نحرص على استقبال الزوار والراغبين في ممارسة اللعبة أو مشاهدتها وفقاً للتدابير الصحية المعمول بها لمنع تفشي وباء الكورونا".

وأوضح أن اللعبة تجذب الزوار المحليين والأجانب من كل مكان على حد سواء خصوصاً في فصل الشتاء.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!