ترك برس
تواصل تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، حربها ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية، سواء داخل أراضيها في جنوب شرقي البلاد، أو خارجها في شمالي العراق ومؤخراً في الشمال السوري.
وأدت العمليات العسكرية التي كثفتها أنقرة في السنوات الأخيرة، إلى تقلّص وجود المنظمة الإرهابية داخل الأراضي التركية، فيما تتخذ "بي كا كا" جبال قنديل شمالي العراق ملاذاً آمناً لها حالياً، مستغلة الطبيعة الجغرافية للمنطقة والتي تصعّب من تنفيذ عمليات عسكرية فيها أو استهدافها بغارات جوية.
وتحتفظ تركيا بأكثر من 10 مواقع عسكرية منذ عام 1995 داخل الأراضي العراقية، وتواصل بين الحين والآخر عملياتها العسكرية ضد "بي كا كا" المصنّفة إرهابية من قبل واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية. آخر العمليات العسكرية هذه كانت عملية "مخلب النسر-1″ التي انطلقت في العاشر من فبراير/ شباط الحالي، وسبقتها في صيف العام الماضي، عملية "مخلب النسر-1″، وشملت غارات جوية مكثفة على أهداف "بي كا كا" في سنجار وقرجيك وقنديل والزاب وهاكورك.
وفي السياق ذاته، تتباين مواقف حكومات بغداد تجاه العمليات العسكرية التركية ضد المنظمة الإرهابية، بين تأييد وتنديد والتزام الحياد، وكل ذلك يرتبط بسياسات الحكومات المختلفة التي تعاقبت على إدارة العراق منذ الاحتلال الأمريكي لها، عام 2003.
ويرى الكاتب الصحفي العراقي أيمن خالد، أن القرار العراقي في هذا الخصوص، يعاني من حالة ضعف مع وجود أحزاب حاكمة مرتبطة بالقرار الإقليمي وأبرزها إيران، وهذه إشكالية معوقة مضافة إلى ضعف الوسائل التنفيذية للقرارات التي تتخذ بشأن الحالة الأمنية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
وأضاف أن حادثة مقتل المدنيين الأتراك الـ 13 مؤخراً على يد المنظمة الإرهابية في منطقة "غارا" شمالي العراق، يعدّ "تحدٍ واضح واختبار للصبر التركي باتخاذ قرار الحرب القاصمة ضد بي كا كا في جبال قنديل".
وأوضح خالد أن بغداد "تحاول أن تحتفظ بعلاقات ودية ومثمرة مع أنقرة، وهي غير راغبة في التفريط بهذه العلاقة المستندة على أطر سياسية واقتصادية وإستراتيجية، لذلك الأقرب أن تقف بغداد مع أنقرة لحسم ملف مواجهة بي كا كا على ألا يطول أمد المواجهة".
وفي 22 يناير/كانون الثاني الماضي صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده قد تتدخل بنفسها من أجل إخراج أعضاء المنظمة الإرهابية من قضاء سنجار شمالي العراق.
ومنظمة "بي كا كا" المدرجة في لوائح التنظيمات الإرهابية لدى تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مسؤولة عن مقتل أكثر من 40 ألفا، بينهم أطفال ونساء ورضّع، خلال عملياتها الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 30 عاما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!