ترك برس - الأناضول
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تواصل الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحماية المدنيين ومحاربة التنظيمات الإرهابية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك، الخميس، عقب اجتماع ثلاثي جمعه مع نظيريه القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الدوحة.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن الوزراء بحثوا خلال الاجتماع الوضع في سوريا، وتناولوا مسألة مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"بي كا كا / ي ب ك".
وأضاف: "يواصل بي كا كا / ي ب ك استهداف المدنيين وارتكاب جرائم الحرب شمالي سوريا".
وأفاد أن أكثر من 25 سوريًا بريئًا فقدوا حياتهم خلال الشهرين الأخيرين فقط جراء الهجمات الإرهابية.
وتابع: "ستواصل تركيا الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحماية المدنيين ومحاربة التنظيمات الإرهابية".
ولفت الوزير التركي إلى إطلاق مسار ثلاثي جديد للمشاورات حول الملف السوري مع نظيريه القطري والروسي.
وأوضح أن الهدف هو مناقشة سبل المساهمة في الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية، وأن الاجتماع كان مثمرًا للغاية.
وعبر تشاووش أوغلو عن أسفه إزاء استمرار الحرب في سوريا منذ 10 سنوات، وهو ما نتج عنه انعكاسات سلبية جدًا شهدها الجميع.
وشدّد على أن السبب الرئيسي لما يجري في سوريا هو تجاهل مطالب الشعب السوري المشروعة.
وأضاف: "ندعم جميع المبادرات الدولية الهادفة لإيجاد حل سياسي على أساس معايير الأمم المتحدة".
وقال إن المباحثات التي جرت في الدوحة استعرضت أعمال اللجنة الدستورية في سوريا، مؤكدًا على ضرورة أن يبدي النظام السوري موقفًا بناءً كي تكون اجتماعات اللجنة الدستورية القادمة مثمرة.
كما أشار إلى أن المباحثات الثلاثية اليوم، تطرقت إلى الوضع الإنساني في سوريا، والذي تفاقم أكثر وظهرت عوائق جديدة بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأشار تشاووش أوغلو، إلى أن أكثر من 6.5 ملايين سوري يعيشون حاليًا في بلدان أخرى، بينهم 3.6 ملايين تحتضنهم تركيا.
وأكّد، استنادًا إلى بيانات الأمم المتحدة، أن 13.4 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات، وأن هناك 6 ملايين يحتاجون إلى أماكن للإقامة.
وأوضح أن 2.4 مليون طفل سوري لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس حاليًا، "وهذا كله يتطلب المزيد من الجهد في مجال المساعدات الإنسانية".
وذكر وزير الخاريجة التركي أنه قرر مع نظيريه القطري والروسي مواصلة الاجتماعات الثلاثية بشكل منتظم، وأن الاجتماع التالي سيعقد في تركيا.
وأشار إلى أن الاجتماع الوزاري الثالث ستستضيفه روسيا، وسيكون ذلك ضمن فترات معينة بغية تأسيس السلام والاستقرار الدائم في سوريا.
وفي ردّه على سؤال حول أنظمة الدفاع الجوي "إس-400" التي اشترتها تركيا من روسيا، قال إن بلاده سعت في البداية لشراء الأنظمة من حلفائها في حلف "الناتو" لكن مع الأسف امتنعوا عن تزويدها تحت ذرائع مختلفة.
وأكّد أن بعض الدول الأعضاء في "الناتو" قامت بسحب أنظمة "باتريوت" التي كانت في الأراضي التركية المتاخمة للحدود السورية، في الوقت الذي كانت فيه تركيا بأمس الحاجة إليها.
ولفت إلى أن تركيا اتفقت مع روسيا لشراء "إس-400"، مبينًا أن "تركيا تحتاج وستحتاج المزيد من أنظمة الدفاع الجوي في الفترة القادمة، وبالتالي فإننا مضطرون لشراء الأنظمة الدفاعية من مصادر مختلفة حتمًا".
وأوضح أن أنقرة أبلغت هذا الأمر للحلفاء في الناتو، مضيفًا: "لكن كان هناك من يضع العراقيل حتى أمام بيع أبسط العناصر اللازمة للصناعات الدفاعية التركية ناهيك عن أنظمة الدفاع الجوي".
وأردف: "لقد وضعوا عوائق كبيرة حتى أمام شراء الأسلحة العادية والبسيطة، ومعظم هذه العوائق لا تزال تقف أمامنا اليوم".
وشدد تشاووش أوغلو على أنه يجب ألا توجه الانتقادات لتركيا بسبب تلبيتها لما تحتاجه من مصادر مختلفة في ظل هذه الظروف.
وقال إن تركيا تنتج اليوم 70 بالمئة من احتياجاتها الدفاعية وبجودة عالية، وأصبحت تصدر منتجاتها للدول الأخرى، "ولكن عليها أن تلبي المعدات التي لا تستطيع إنتاجها من أماكن أخرى بطريقة أو بأخرى".
وشدّد على أن "تركيا دولة مستقلة وستواصل استخدام هذا الحق في المرحلة القادمة".
وحول تغيّر مواقف بعض أعضاء جامعة الدول العربية بشأن عودة نظام بشار الأسد إلى مقعده في الجامعة، قال تشاووش أوغلو إنه إذا اتبعت الدول العربية والمجتمع الدولي سياسات موجهة للشعب السوري مباشرة، بدلاً من التعامل مع النظام، "فعندها يمكننا أن نقوم بأشياء لتحسين الوضع الإنساني على الأرض".
ولفت إلى أن التعامل مع النظام في الوقت الراهن يشجعه على انتهاج سياسات سلبية ويزيد من عدوانه، وهذا سبب موقفه غير البناء في موضوع اللجنة الدستورية، وهو يصر على الحل العسكري.
وأشار أن النظام السوري لا يميل إلى الحل السياسي على الرغم من جميع الجهود المبذولة، وكلما اكتسب شرعية دولية سيبتعد أكثر وهذا الأمر لن يجلب السلام والحل الدائم إلى سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!