ترك برس - الأناضول

أكد السفير الإيطالي لدى أنقرة، ماسيمو جاياني، الخميس، عدم إمكانية تحقيق حل مستدام في منطقة شرق المتوسط دون مشاركة عادلة لتركيا.

جاء ذلك في معرض رده على أسئلة صحفيي جمعية "المراسلين الدبلوماسيين" التركية المستقلة، خلال مؤتمر صحفي افتراضي حول العلاقات التركية الإيطالية والمستجدات الإقليمية.

وأشار جاياني إلى أهمية الموقع الجغرافي لتركيا التي تمتلك أطول شريط ساحلي في شرق البحر المتوسط.

ولفت إلى أن بلاده تنظر إلى منتدى غاز شرق المتوسط على أنه سبيل لتطوير التعاون بين الدول المهتمة بتنمية موارد الطاقة بالمتوسط.

وأعرب عن رغبة بلاده في أن يكون المنتدى شاملا قدر المستطاع، مضيفا "ندرك أن هناك بعد المسائل بين تركيا وبعض الدول الأعضاء في المنتدى، ونرحب كثيرا لانطلاق الحوار مجددا بين تركيا واليونان بعد سلسلة لقاءات".

وأعلن عن تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، في يناير/كانون الثاني 2019، وصادقت حكومات الدول الأعضاء السبع المؤسسة على ميثاق المنتدى أواخر 2020 وأوائل 2021.

ويضم المنتدى مصر واليونان وإيطاليا وقبرص الرومية وإسرائيل والأردن وفلسطين.

كما أعرب عن ترحيب بلاده باستمرار المحادثات بين تركيا واليونان، لتحديد المسائل الحالية العالقة والعمل على حلها إن أمكن.

وقال إنه يعتقد بأن شرق البحر المتوسط يحوي على موارد مهمة للطاقة.

وأضاف: "نأمل في تصبح هذه الموارد عنصرا يجمع الدول لإيجاد حل للمسائل، ونعتقد بقوة أن تركيا التي لديها أطول خط ساحلي جزء من هذه المنطقة".

واستطرد: "أعتقد أنه لا يمكن الوصول لحل مستدام في هذه المنطقة دون مشاركة عادلة لتركيا".

وشدد أنه "في حال تعذر حل المسائل العالقة، فسيخسر الجميع من بقاء الغاز تحت سطح البحر، لذلك نريد حوارا أكثر من أي وقت ونرغب بمزيد من التعاون، وانطلاقا من هذه النقطة ننضم إلى منتدى غاز شرق المتوسط".

- تحسن العلاقات التركية المصرية

وحول رأيه باحترام مصر للجرف القاري لتركيا خلال إعلانها عن مناقصة غاز في شرق المتوسط وتلقي أنقرة ذلك بإيجابية، أعرب السفير الإيطالي عن ترحيب بلاده بهذا التطور.

وأضاف: "سعيد للغاية برؤية تطور العلاقات بين تركيا ومصر في الاتجاه الإيجابي، هاتين الدولتين شريكتان مهمتان في شرق المتوسط وكذلك طرفان إقليميان".

واستطرد "أعتقد أن هذا التطور إيجابي كثيرا ونرحب به، ونأمل أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي بمساهمة جميع الأطراف ذات الصلة".

- الشأن الليبي

وفيما يخص الشأن الليبي، أعرب السفير الإيطالي عن اعتقاده بأن الحكومة التركية ساهمت بشكل إيجابي في مسار الحل بليبيا.

وأوضح أن حصول حكومة الوحدة الوطنية، الأربعاء، برئاسة عبد الحميد الدبيبة على الدعم الواسع لمجلس النواب الليبي يعد تطورا إيجابيا.

والأربعاء، منح مجلس النواب الليبي خلال جلسة في مدينة سرت (شمال)، الثقة للحكومة الجديدة، بتأييد 132 صوتا من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.

وأضاف جاياني "أعتقد أن الحكومة التركية التي تعمل عن كثب مع إيطاليا (على صعيد الملف الليبي)، ساهمت أيضا بشكل إيجابي للغاية في هذا الحل".

وقال "أعتقد أن هذه الخطوة المهمة للغاية ستكون منعطفا إيجابيا، وسيتم حل القضايا المتعلقة بالوجود العسكري (في ليبيا) تدريجيا، وأعتقد أننا على الطريق الصحيح".

وأكد جاياني أن إيطاليا وتركيا ستواصلان الحوار الوثيق بين البلدين حول الملف الليبي.

- مسار انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

وعن مسار انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أوضح السفير الإيطالي أن بلاده من بين الدول الداعمة بقوة لتعزيز الحوار مع تركيا داخل الاتحاد، والمؤكدة على ضرورة الحاجة إلى وضع أجندة إيجابية مع أنقرة.

ومشيرا إلى أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، شدد جاياني على ضرورة مواصلة دعم جهود تركيا على صعيد احتواء أزمة اللاجئين.

وأعرب عن استعداد إيطاليا لدعم تسهيل الحوار بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ودعم مسار انضمام أنقرة للاتحاد، ومواصلة التعاون مع تركيا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ووصف جاياني تركيا بالشريك المهم داخل الناتو، وبالحليف المهم.

- مكافحة كورونا

وعن مكافحة فيروس كورونا، أعرب السفير الإيطالي عن شكره لتركيا على دعمها لبلاده في مواجهة الجائحة العالمية.

وأشاد بالنظام الصحي في تركيا، واصفا إياه بـ "الثروة الإقليمية".